أقبلتَ يا عيدُ..
لـ شاعر باحث العربي
طفلٌ يتيمٌ أنا بالحزنِ سكرانُ
أقتاتُ أنخابهِ والقلبُ حيرانُ
فارقتُ مَنْ كانَ في الأعيادِ يُسْعِدُنِي
مَنْ مَسْكَنِي عندهُ بالحبّ أحضانُ
واليومَ عيدٌ أتى لكنْ بدونِ أبي
إذ ماتَ في الحربِ إنّ الحربَ شيطانُ
لمّا أتى العيد خلتُ الطيفَ فيهِ أبي
ناديتهُ عاتباً والدمعُ شنّانُ
أقبلتَ يا عيدُ لكنْ ضاقَ بي الآنُ
واستأسرَ الحالَ بالاحساسِ حرمانُ
أقبلتَ يا عيدُ.. أهلاً أين أين أبي
قد كان إنْ تأتياني يأت تحنانُ
أبي أبي !! هل أبي يا عيدُ جئتَ بهِ ؟!
أم لم يزلْ آتياً، فالقلبُ فرحانُ ؟!
قل لي لماذا أتيتَ الآن دون أبي ؟!
أم قد جرى في أبي بالحرب بركان ُ؟!
ماذا ؟! أتبكي ؟! ألن يأتي أبي أبداً ؟!
هل مات؟!.. لا..إنّ هذا القولَ بهتانُ
ماتَ الشهيدُ الذي قد كانَ يحضِنُنِي
قل لي لم الآن يا ذا العيد أتيانُ؟
أقبلتَ يا عيدُ بالأحزان موهِبَنَي
يا ليتَ ما جئتَ والموهوبُ أحزانُ
أقبلتَ يا عيدُ والويلاتُ تسكنني
والجرحُ والفقدُ والآلامُ سكّانُ
أقبلتَ يا عيدُ والآهاتُ عالقةٌ
بي والعنا عاشقي والوضعُ خربانُ
أفراحُ عيدي أبي واليومَ عدتَ وبي
في داخلي يشتهي الأفراحَ إنسانُ
قلْ لي أيا عيدُ كيف السعد حيث أبي
في قبرهِ؟.. إنّني للسعد خسرانُ
العين بحرٌ بهِ الأحزانُ تملئهُ
والقلبُ والخدُّ للأحزانِ شطآنُ
يهيج بالموج عصفاً لو أتيتَ بدو
نِما أبي..، يعصف الألام وجدانُ
عدُ أيّها العيد لا تقبلْ ودعْ ألمي
في بحرِ عيني فإنّ الدمعَ حيتانُ
لستُ الوحيد الذي يشكو جراح حرو
بٍ كم بها تشتكي بالعرب غلمانُ
الحرب كالنار تأتي الكلّ محرقةً
لم تنج منها على الأعرابِ أوطانُ
فاليوم صنعاء تبكي أختها عدناً
وتشتكي جرحها للقدس عمّانُ
عد أيّها العيد مادام الأنين بنا
مستأثرَ الحزنِ ما للسعدِ أوزانُ
عدْ أيّها العيد حتّى الله ينصرنا
بنصرهِ عندنا بالله إيمانُ
......يتبع
لـ شاعر باحث العربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .