في حضرة الموت... بقلم الشاعرة/ فاطمة العيساوي

فاطمة العيساوي

في حضرة الموت...

على مهله ،يزحف الموت بمحاداتي...
يتسلل بخيلاء،في كل الإتجاهات...
أنا والموت،صرنا اصدقاء...
إنتشلني من مخالب الأمواج،
وأودع جسدي المنهك،
على شاطئ البقاء
أحسست بلطفه،
وشعرت بدفئ احضانه،
رغم الجليد المنبعث من داخله...!
للموت رائحة الخلاص...
وللموت طعم الحرية...
رأيته في ظفائر العذارى...
وفي مهود الرضع...
وعلى سواعد الشباب...
للموت ابتسامةيرسمها،
على شفاه الشهداء...
وله تكشيرة يرسمها ،
على وجوه الأشقياء...
للموت بريق لامع يظهر،
في عيون السعداء....
وله ظلمة قاتمة تظهر،
على جبين التعساء...
للموت طلعة مهيبة،
يشيع بها الأبرياء...
علمني الموت،
أن التزم بمواعيدي...
وعلمني ان البقاء نصيب...
والرحيل انتصار...
علمني أن لا أهابه...
وأن أستعد للقائه،دونما إنتظار....
علمني الموت،
أن أصدق مع نفسي...
وأن أخاف الله،
في يقيني وفي يأسي...
علمني أن مايفصل ،
بينه وبين الحياة...
هو مجرد شهقة،
فتصعد الروح الى السماء...
ويؤول الجسد الى الفناء...
أيها الموت...!
أيها الرحمة...!
أيها الستر...!
أيها الضيف الأزلي الموعود...
حصادك لا يفرق،
بين:البسطاء والعظماء...
ولا الأقوياء والضعفاء....
ولا الأغنياء والفقراء...
أنت للراضين نعمة...
وعلى الجشعين نقمة...
أيها الموت...
ياخلاص المظلومين...
وياكرامة المحرومين...
ويا تتويج الموعودين...
طريقك عامر لا ينضب.!
والوصول الى رحابك ،
قدر مؤكد وأقرب...

بقلمي
الشاعرة د/ فاطمة العيساوي
المملكة المغربية