رثاء وطن..بقلم الشاعرة المبدعة / ياسمين العابد

ياسمين العابد

رثاء وطن

غيماتُكَ سحرٌ يغريني
فيَحنُّ إليها تشريني

رتِّل لفؤادِكَ خاتمتي
واعزفْ أيقونةَ تكويني

وازرعْ في قلبيَ سنبلةً
من أجلِ مواسمَ تحييني

واحصدْ من روضِ كرامتنا
تاريخَ اللوزِ مع التينِ

وطني المسلوبُ يعاتبني
ورياحُ الغربةِ تطويني

فخيولُ الشمسِ بنا صَهلتْ
لنعيدَ المجدَ لحطينِ

أسوارُ القدسِ كم انتفضتْ
كي نرجعَ عزاً للدين

وقلاعي تنزفُ من وجعٍ
يكفي آلامًا يكفيني

جثثُ الابطالِ هنا غُرِسَتْ
ومشاهدُ قهرٍ تُدميني

جرافُ الذلِّ كوى كبدي
كلهيبٍ ثارَ ليكويني

فشهيدي قال لنا يومًا
جناتُ الخلدِ ستغنيني

بالأمسِ أراهُ يلاعبنا
واليوم خيالاً يحويني

ذكرى الأحبابِ بنا صرختْ
ثوروا فالحقُ سنا ديني

مَنْ يكسرُ قيد عروبتنا
مَنْ يسكتُ صوتًا يشجيني

أجراسُ العودةِ ما سكتتْ
والماضيَ برقٌ يعميني

كم هانتْ كلُّ مواجعنا
حسبي رباهُ سيحميني

فالوعدُ بعيدُ عن حُلُمي
والقدسُ دموعًا تُهديني

سكينُ الغدرِ تطاردنا
وجرائمُ وغدٍ تضنيني

جلادُ البغيِّ يحاصرنا
وسهامُ الفرقةِ تعييني

من يخمدُ جمر مهانتنا
من يمسحُ دمعًا يشقيني

من جوفِ الموتِ أُحدِثكمْ
قوموا فالظلمةُ تعميني

تبًا لرموزِ مذلتنا
ياقدسُ تعالي وارثيني

يا أمةَ أحمد لا تَهِني
قومي من أجل فلسطيني.

ياسمين العابد