مهرة الغياب الآخر
سأترك ُ شيئا ً للماضي
يتفقدُ صباحات ِ الطيف ِ في الحدائق
و أترك ُ للحُب الجريح ِ حرية َ الفيض
و الركض في ردهات ِ الصمت ِ و النسيان
من أين جئتني الآن يا أيها المعنى المزنّر بتويجات ِ الفوضى و الشرود ؟
خاتلتها تلك اللغات التي ذهبت ْ للورد ِ الحيادي و نسيت ْ فرائض َ العشق ِ في الخنادق
خالفتها تلك المساءات التي كتبت ْ للغيم ِ الحروفي وهربت ْ بداعي السعي للسوابق !
وجدتها مهرة الغياب الآخر فوعدتها بلكنة ِ الحديث الطليق ِ بحضور زهور النهر ِ و النشيد
من أين جئتها كي تسأل َ مفردات الروح و التأويل ِ عن أصل ِ العلاقة ما بين الجرح ِ و الشواهق
مضى الكلام ُ إلى الأقمارِ فرأيتُ سدرة َ التكوين ِ من رشقة ِ الطوفان و الفرسان
رمق َ المدى زند َ الفتى فمشت ِ المعجزات ُ تروم ُ القدسَ و الأقصى و تراتيل َ اللوز ِ و الوعود
رافقتها تلك البدايات التي نهضت ْ في صبيحة ِ تشرين لتعيد َ النسر إلى الأزمان
من عادة ِ المجبول بالأقداس ِ و الصلصال أن يُدخل التاريخ َ بفعل ِ المجد ِ للوريد
كم أرزة سأعانق ُ خلال السرد مع نجمة ٍ ردّت ْ من الشام على شجون ِ البوح ِ بالزنابق ؟
كم قبلة تركتها تتقصّى أسباب َ التوق ِ في دهشة ٍ عطرية التنهيد ؟
سأترك ُ الأمرَ لعينيها و أنا في غاية ِ القول ِ أستردُّ ملامح َ التفسير من سطور ِ النزف ِ و الأحزان
ذكرتْ دروب ُ حكاية ٍ ماذا فعلتُ في مشية ِ العصيان كي أرى شهد َ اليمامة ِ الشهباء في اعترافات ِ الأريج و السهود ؟
كاشفتها فرمتْ عباءة َ العتاب ِ النرجسي على كتفين من صنوبر و زيتون و زعتر و أقحوان
من خلفي الأشواق تحثُّ حقول َ الروح ِ و التعبير على صحوة ِ الخفقات ِ و العهود
سأترك ُ شيئا ً على يديها للحيرة ِ البنفسجية التي أبعدتْ حريرَ الوجد ِ عن القبطان
عاد الكلام ُ إلى الجذور ِ فعذرتُ غزالة َ اللوم ِ الزئبقي إذ عرفتْ مقاصد ِ النوم فوق الصخر ِ و الحرائق
من أين يأتيك َ هذا الفضاء َ الفدائي الغزّي المُبجّل و قد آثرت َ مكوث الحرف ِ مع الأحرار ِ و البنادق؟
غازلتها لما أتى المكان القرنفلي كي يمسكَ ذروة َ التوازن الخاكي بمتون الصلية ِ و الردود
سأترك ُ شيئا ً للقطاف ِ الذهبي و أنا أسلك ُ طرقات الشمس ِ كي أربط َ ضلوع َ الوصل ِ بالأوطان
سليمان نزال