بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

مهرة الغياب الآخر بقلم الراقي سليمان نزال

 مهرة الغياب الآخر


سأترك ُ شيئا ً للماضي 

يتفقدُ صباحات ِ الطيف ِ في الحدائق

  و أترك ُ للحُب الجريح ِ حرية َ الفيض 

 و الركض في ردهات ِ الصمت ِ و النسيان

من أين جئتني الآن يا أيها المعنى المزنّر بتويجات ِ الفوضى و الشرود ؟

خاتلتها تلك اللغات التي ذهبت ْ للورد ِ الحيادي و نسيت ْ فرائض َ العشق ِ في الخنادق

خالفتها تلك المساءات التي كتبت ْ للغيم ِ الحروفي وهربت ْ بداعي السعي للسوابق !

وجدتها مهرة الغياب الآخر فوعدتها بلكنة ِ الحديث الطليق ِ بحضور زهور النهر ِ و النشيد

من أين جئتها كي تسأل َ مفردات الروح و التأويل ِ عن أصل ِ العلاقة ما بين الجرح ِ و الشواهق      

مضى الكلام ُ إلى الأقمارِ فرأيتُ سدرة َ التكوين ِ من رشقة ِ الطوفان و الفرسان

رمق َ المدى زند َ الفتى فمشت ِ المعجزات ُ تروم ُ القدسَ و الأقصى و تراتيل َ اللوز ِ و الوعود

رافقتها تلك البدايات التي نهضت ْ في صبيحة ِ تشرين لتعيد َ النسر إلى الأزمان

         من عادة ِ المجبول بالأقداس ِ و الصلصال أن يُدخل التاريخ َ بفعل ِ المجد ِ للوريد

  كم أرزة سأعانق ُ خلال السرد مع نجمة ٍ ردّت ْ من الشام على شجون ِ البوح ِ بالزنابق ؟

كم قبلة تركتها تتقصّى أسباب َ التوق ِ في دهشة ٍ عطرية التنهيد ؟

   سأترك ُ الأمرَ لعينيها و أنا في غاية ِ القول ِ أستردُّ ملامح َ التفسير من سطور ِ النزف ِ و الأحزان

   ذكرتْ دروب ُ حكاية ٍ ماذا فعلتُ في مشية ِ العصيان كي أرى شهد َ اليمامة ِ الشهباء في اعترافات ِ الأريج و السهود ؟

   كاشفتها فرمتْ عباءة َ العتاب ِ النرجسي على كتفين من صنوبر و زيتون و زعتر و أقحوان

        من خلفي الأشواق تحثُّ حقول َ الروح ِ و التعبير على صحوة ِ الخفقات ِ و العهود

     سأترك ُ شيئا ً على يديها للحيرة ِ البنفسجية التي أبعدتْ حريرَ الوجد ِ عن القبطان

   عاد الكلام ُ إلى الجذور ِ فعذرتُ غزالة َ اللوم ِ الزئبقي إذ عرفتْ مقاصد ِ النوم فوق الصخر ِ و الحرائق

من أين يأتيك َ هذا الفضاء َ الفدائي الغزّي المُبجّل و قد آثرت َ مكوث الحرف ِ مع الأحرار ِ و البنادق؟

غازلتها لما أتى المكان القرنفلي كي يمسكَ ذروة َ التوازن الخاكي بمتون الصلية ِ و الردود

سأترك ُ شيئا ً للقطاف ِ الذهبي و أنا أسلك ُ طرقات الشمس ِ كي أربط َ ضلوع َ الوصل ِ بالأوطان


   سليمان نزال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

استغاثة بالشعر الشعبي بقلم الراقية أ.د.آمنة ناجي الموشكي

 استغاثة. بالشعر الشعبي بسمك اللهم يانعم الوكيل يامجيري حين قلبي يتقد من هموم الدهر والحمل الثقيل لم يعد للروح بابٌ تستعد غير بابك ياإلهي لا...