(تركوا لِواءكَ يا رَسول) - (محمد رشاد محمود)
ذاتَ يـومٍ مـن نوفمبر 1997 الـموافق رجــب 1418 ثارت في نفسي المواجد وأسفتُ لحال الأمة الـتي قادت الـعالـم دهـــرًا ، ثُمَّ أسَـــفَّـت وكـانت تملـكُ أن تقودَه بهُدي خاتم الأنبياء لـو شاءت ، فكانت قصيدةٌ ، منها هذه الأبيات :
شَـجَـنٌ يَـــريــنُ وأدْمُــعٌ لا تُـقلِـــــــعُ
أنَّى تُغـيــضُ ضَرَى الـثُّبــورِ الأَدمُـــعُ
يــــا بُؤسَ ما هـــاجَ الفؤادَ وتَعسَهـــا
نَسَمًـــــا تَميـــدُ وأَضْلُـعًــا تَتــضَعضَعُ
حَزَبَتْــنِيَ الأَوجـاعُ حتَّى مــــا يُـــرَى
أيُّ النِّـــصَالِ لَهَـــــــــا أشَـجُّ وأَوجَــعُ
والعَيْــشُ مــا عَزَّ الإبــــــاءُ فإِنْ يَهُـنْ
فالــمَـوتُ أروَحُ ما يُـســـامُ وأَربَـــــعُ
سُحقًا لِـعادِيَـــةِ البَـــلاءِ أمـَــــا يُــرَى
يَـــــومٌ وَوَقــدُ شَـــبـاتِــهِ لا يَســـطَعُ
هَـــتَــكَ البُــغاثُ الخافِقَينِ وَقَصَّفَـتْ
جنـْـحَ البُـــزاةِ السَّـافيـَـــاتُ الزَّعْـزَعُ
فَهَـوَتْ إلى الحَصْبــاءِ شـلَّاءَ الـــرُّؤى
تُغضي على طَيــْــفِ الــرَّمـادِ وتَخنَعُ
كــانَتْ بِعَيـــنِ الَكَـونِ يَـومَ شَباتــِــها
هَــوءًا علَى ضَلَــــعِ الجَهــالَـةِ يَبْـضَعُ
مِـقدامُـهَــــا عِنــْــدَ الـنِّــزالِ مُجَنَّـبٌ
ألا يَــــكونَ لَــــــهُ الجَنـــابُ المُـمرِعُ
عادَتْ علَى بَــــدءٍ غَـداةَ شِيَــاهُـهـــا
تَرعَى فَيَرعاهَـــــــا الذِّئَــــابُ الـرُّتَّـعُ
وعَدَتْ حِيـــَــالَ الغَرْبِ في كَبَواتِـــهِ
خُلـــفُ الخَــلاقِ خُروقُـــــهُ لا تُـرقَعُ
كَـــمْ مِنْ نَفيـسٍ لِـلـضَّيــَـاعِ مُخَمَّــلٍ
وَمُزَيَّــــفٍ حَلـــيِ الـقلائِــــدِ يَـــلـمَـعُ
يَطفو الحَبَابُ على العُبابِ وكُـلُّ ذي
خَطَرٍ يَغوصُ لَدَى الحَضيضِ وَيَقبَـعُ
تَرَكـــوا لِـواءَكَ يـــا رَسولَ اللَّـــهِ لَـمْ
يُعلـــوهُ في الأَرَضِيـنَ وهــــوَ الأرْفَعُ
ولَطــالَمــا فَتَــحَ الفتـوحَ ودَاهَـــمَتْ
مِنـــــهُ الـعُـتَــاةَ مَذَلَّـــــــةٌ لا تُقْلَـــــعُ
بَسَـطَتْ لَـــكَ البطحاءُ نَشوى باعَهــا
ونَثَـــتْ شَــذاكَ الرِّيـــحُ أَنَّـى تَنــزَعُ
وَهَوَتْ إلَيْكَ رُقَى العُروشِ وكَيفَ لا
تُفْتَـــضُّ واللَّـــــهُ المُــــعِزُّ الـمُــوسِعُ
طاعَتْـكَ في القَهَّـــارِ طَوْعَ سَلاسَــةٍ
والـعُسـرُ لِلــقَهَّـــــارِ سَخْـلٌ طَيِّــــــعُ
فَحَكَمتَ بِالـقِسطاسِ صِبغَةَ مُـرسَـلٍ
أَعيَـــــا الأٌُسَـــاةً سَـــدادُهُ والـمَنْـزَعُ
حُزتَ الـعَـــلاءَ فَكُـــلُّ فَضْلٍ حـــازَهُ
بَــــرٌّ لِـفَضْلِــــكَ في المَكَـارِمِ مُتبــعُ
سَمَّـــاكَ في لَــوْحِ الـغُيُوبِ مُحَمّــدًا
رَبٌّ مُعِــــــزٌّ لِـلــمَـحــامِــــدِ مُبْـــدِعُ
تَسـيَــارُ مَجـدِكَ في الزَّمانِ مُخَلَّـــدٌ
يَحــدوهُ مَنْ يَــرجو النَّجـاءَ فَيُمنَـعُ
وُسِّدتَ في عَيــْـنِ الزَّمانِ سَوادَهــا
لِـــمَ لا يُمَجَّـــدُ سَــيِّـــدٌ وسَـمَيــذَعُ
جِبريـلُ يُزجي في صَحائِفِ صدرِهِ
بِالـنُّــــورِ والآيُ الشَّرائِــــعُ تُـشْــرَعُ
أنــا في رِحابِـكَ يـا رَسـولَ اللَّـــهِ لا
أُطريــكَ قَـدرَكَ بَـــلْ أَحومُ وأَخشَعُ
ضَمَّختُ فاهــي والقَصيــدَ بِمـدْحَةٍ
قَصَدَتْ نَــداكَ ومِرقَـمًــــا يَتــضَوَّعُ
وَالخَلـقُ في يَــومِ الزِّحافِ رَواجِفٌ
فَــرَقًــا وَوَحـدَكَ شـافِـــعٌ ومُشَفَّـــعُ
حَــسبُ العُـــــلا ألا يُعَبَّــــرَ مُجْحِفٌ
بِــــكَ جَنَّـــةَ الخُلـــدِ الـتي لا تُـفرَعُ
جـازَ اصْطِبَـــارُكَ طَوْقَ كُـــلِّ مُحَمَّلٍ
كَـمَـــدًا فجَــازاكَ العُــروجَ المُــودِعُ
فَبَلَــغْـتَ سِــدْرَةَ مُنْتَهًـــى لا يَنتَهـي
بَشَـــــرٌ إلَـيــــْــهِ ولا مَـــلاكٌ أَطْــوَعُ
(محمد رشاد محمود)