**بين النُّورِ والظِّلِّ**
يا مَن قُلتَ لي إنَّنا رُوحانِ في جَسَدٍ واحِدٍ
كيفَ يَسكُنُ جَسَدي هذا العَدَمُ الحالِكُ الشَّارِدُ؟
كيفَ يَجتَمِعُ النُّورُ والظَّلامُ في عَينيكَ
وأنا في حُضنِكَ أرى انعِكاسَ أيّامي وأحلامي؟
هل كُنتُ مِرآتَكَ حينَ التَقَتْ عُيونُنا؟
أم كُنتَ مِرآتي حينَ نَطَقَ قَلبُكَ باسمي وهَواي؟
يا مَن صَدَّقتُكَ حينَ قُلتَ إنَّنا واحِدٌ
فمَن ذا الَّذي تَرَكَ الآخَرَ وسطَ العاصِفَةِ والماءِ؟
وهل مِنَ المُمكِنِ أن تَنبُضَ الرُّوحُ وحدَها
حينَ غابَ نِصفُها في دُروبٍ لا عَودَةَ ولا بَقاءَ؟
أكتُبُ اليومَ لأجلِ رُوحَينا الَّتَينِ افترَقَتا
فإذا عُدتَ إلَيَّ، لن تَجِدَ إلَّا بَقايا من قَصائدي وأشواقي.
وأنا في البَقايا، أَحتَوي الشَّوقَ والأَسى
وأنتَ في الغِيابِ، تَحمِلُ الحَنينَ والخَوفَ من اللِّقاءِ.
فيا لَيتَنا نَعودُ كما كُنّا رُوحَينِ في جَسَدٍ واحِدٍ
لا يَقهَرُنا الزَّمانُ ولا تُفَرِّقُنا دُروبُ الفَناءِ.
كيفَ لي أن أُطفِئَ هذا الوَجَعَ الَّذي يَحتَويني؟
وأنا أَعلَمُ أنَّ صَوتَكَ كانَ لي سَلامًا وأمانًا،
أتَساءَلُ عن قَلبٍ حُطِّمَ بينَ يَدَيك،
وأتَساءَلُ عن وَعدٍ ضاعَ في سَرابِ الكَلامِ.
كأنَّني أبحَثُ في ظِلالِكَ عن ذاتي،
فأرى وَجهي مُتعَبًا في أَعماقِ غُربَتِك.
فإن عُدتَ يومًا إلى ما كُنّا،
سَتَجِدُني أنا، مِن دوني، في انتِظارِ عَودَتِك.
قد تَكونُ الذِّكرى نورًا في عُتمَةِ اللَّيالِي
أو جُرحًا لا يَلتَئِمُ في ضُلوعي الخاويةِ.
سأَبقى هُنا، على أَطرافِ الأَمَلِ،
أنتَظِرُ أن تَعودَ إلَينا كَرُوحٍ بلا عَناءٍ.
/رانيا عبدالله /