بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

صرخة امرأة بقلم الراقي إدريس البوكيلي الحسني

 صَرْخَةُ امْرَأَة


تأمَّلَ القَمَرَ في السَّوادْ

وَبِرقَّةٍ وأَلَمٍ قالْ :

رأيتُكِ سَيِّدتي في خَيالٍ وأحْلامْ 

تحملينَ صخْرةَ العَناءِ في ظَلامْ

سيدتي!!

مَالَكِ في تَيْهٍ حَبِيسْ ؟!!

عَيْناكِ في ارْتِجَافٍ كَبيسْ !!

وشفتانِ تَرتَعدانْ !!

عن النُّطْقِ عاجِزتانْ !!

...مَنْ مَزَّقَ أَوْتارَكِ ؟!!

...من ضَيَّعَ كَلماتِكِ؟!!

...من خَرْبَشَ حُروفَكْ؟!!

أَراكِ تكْدحِينْ..تكابِرينْ..

كَأَنَّ حِبالَكِ تَجُرُّ جِبالَا

كَأنَّ كاهِلَكَ يَحْمِلُ أثْقالَا

مُنْهَكَةَ الرُّوحِ والأَنْفاسِ والأفْكارْ

مُشَتَّتَةً كِياناً وأوْصالْ

كالدَّقائِقِ والثَّوانِي 

وِجْدانُكِ سَيِّدتِي أَضاعَ المَعانِي

 تَائِهٌ ..ضَيَّعَ المَآلْ

شَارِدَ البَالْ 

مُتَمَوِّجٌ في يَمِّ الخَيَالْ

صَرَخاتُكِ مَحْبوسَةٌ مَخْنوقَهْ 

أنفاسُكِ مُتْعَبَةٌ سَجِينهْ 

 تبحثُ عن مُتَنَفَّسٍ بلا مجالْ..


قَالتْ:

لَا تَسأَلْ شاعِري

هَلِ الصَّمْتُ كانَ اخْتِياري

فالطَّعْنُ يَصْرُخُ أَلَماً بِدَواخِلي 

لَا يُدارِي ولَا يُمارِي

ما الأَمْرُ والخَطْبُ لا أَدْرِي

هَكذا أَنَا وَمَا علَيْهِ الآنْ..

فِي صَدْرِي سُيولً أَسًى تُسابِقُ الزَّمانْ

خُيُولاً بِلَا قَيْدٍ ولَا زِمامْ

صَمْتِي صَمْتُ قُبورٍ.. 

لَكنَّهُ قاتِلْ

وَتَساقُطُ أَوْراقِي..

لَيْسَ بِالزَّائِلْ

رَغْبَتِي صَرْخَهْ..صَرَخاتْ..

لِأُفْصِحَ عَنْ جِراحِ الرُّوحْ

لِأُخْرِجَ مِنْ أَعْمَاقِي صَمْتَ الحِرْمَانْ

إِلَّا أَنَّنِي أَخْشَى عَلَى مَسامِعِ الأَنَامْ  

فَصَرَخاتِي تُكَسِّرُ جِدَارَالنَّبْضِ والكَلامْ

شَاعِري قَالَتْ :

كَلِمَاتُكَ فَراشَاتُ بِشْرٍ لِلرُّوحْ

سَمَكاتُ فِرْدَوْسٍ تُبَلْسِمُ القُرُوحْ

سَأَفْتَحُ جِراحَاتِي لِكُلِّ ضَوْءٍ وَنُورْ

وَأَرْتَوي مِنْ شَلَالَاتِ أَزْهَى العُصُورْ


       إدريس البوكيلي الحسني 

                  المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

ويتساءلون من أنا بقلم الراقية رانيا عبد الله

 ويتساءلون من أنا بين الصمت والكلام، أأنا صدى يتردد في الفراغ، أم سرابٌ يذوب في الظلام؟ هل أنا خيالٌ يمرُّ في الأذهان، أم حقيقةٌ تخفيها الأي...