مالكٌ قلبي (م. الرمل)
----------
مالـــكٌ قلـبـي هجانـي – لستُ أدري هل سيهجُرْ
كلمــا يومًـا رآنـــــي – غصــةٌ فـي القلـبِ تكبُـرْ
يا تُرى هل قد قلاني – كيف عن هجرانـي يقـدِرْ
طاف بالأحزانِ دمـعٌ – ربمــا وقـتًـــا سيـغــــدُرْ
هام بـالأضلاعِ وجـدٌ – قَــدْ نـمــا ثــم تـَجـبــَـــرْ
مالكًـا روحـي تَدانَـى – قَـرِّب الرّوحـين أكثــَـرْ
عانِق الأنفـاس عطرا – ربمـا القـلــب تعطـَــــرْ
وانشر الأحلامَ قَطـرًا – فوق زهري حتى يُزهـِرْ
اقْـتَـني منها حيــاتي – إن فـي الأنفــاسِ مَصدَرْ
املأ السُحْبَ نسيمًــا – مــن حنيـــنٍ ثـــم أَكْثــِــرْ
وارْسل الغيماتَ ليلا – ليــت فـوق الروح تُمطِرْ
اروِ عني شـوق قلبي – إنـّـه بـُعــــدًا تـحـجــَــرْ
قــرّب العينـين منــي – عــلّ للجنـــاتِ أعـبـُـــرْ
إنَّ فيـها بحــر حبــي – كــل ليــلٍ فيـهـا أبْـحُــرْ
إنَّهــا الأقــداح عنـدي – أحتسي سُهـدًا لأسْكـَـرْ
إنهــا نجماتُ لـيلـــي – أشتهي ومْضًـا لأُسْحَـرْ
إنهــا الأنــات عشقـًـا -- فــوق جمـــرٍ قد تَسَعّـرْ
خُـذْ عيونـي ربما مِثـْ -- لـي تـرانـي ثــم تـنـْظُـترْ
هـل من الأكوانِ قلبًـا – مثــل قلبـي فيـك يُـأســرْ
هل من الأرواحِ روحًا -- مثل روحي فيكَ تُضْمَرْ
يـا حبيبـًـا عـزَّني مِنــْ -- ــــه احتراقي والتّـكبُــرْ
لـم يـزلْ عهـدي إليــك – مثــل حبــي مــا تغيــّـرْ
خُـذ حنينَ الحـب عنـي – وانثــر الأنـاتَ واذكــرْ
إننـي ما خُنــتُ يـومـــا – ليـس من شيماتي أغْـدُرْ
ليس من شيماتي هجـرًا – ليس من شيماتـي أَقْهَرْ
غيـر أنــي الآن أمضي – حيـثُ مـا شـاءَ المُقَــدَرْ
فامـلأ الأقــداحَ صبــرًا – فـوق قلـبي العاشقِ انثُـرْ
علّـني فـي وحـدتـي قــد – أستَـقـِي منهــا لأصْبـِرْ
قـُـلْ لعينيــكَ التـــي قـد – شـابَـهتْ حُسْــنُ القمـَرْ
إننـي مازلـتُ ألقــــــى – مـن ثنـايـاهــا البَصَـــرْ
إنني مازلـتُ أهــــوى – احتـراقـي فــي السَهَــرْ
لـم يـزلْ قلبــي حـزينـًـا – لاغتــرابـي فـي السفَــرْ
فـاهدِنــي لطفًــا بقلبـــي -- يــا حبيبــي واسْتمِـــرْ
ازرع الأيـــام حبـــًـــــا – وتــزكـــى بــالــثمَــــرْ
وادنُ منــي يــا حبيبــي – إنَّ بَـعثـــي قــد تـأخَـرْ
احتــسي دمــعَ التمنـــي – واقتــفي همــسَ الوتـَـرْ
ربمـا إن تــدنــو منــــي – عَانـَـقَ الهمـسُ السمَــرْ
كم عشقـتُ الليـل سهـدا -- يا حبيـبَ القلـب اعــذُرْ
لا تبـالـي مــن ظنــوني – يا حبيبَ الروحِ واغْفِـرْ
إنَّ ظـنـــي نـــال منــي – غصـةً فـي القلـبِ تُسْجَرْ
إنـنـي مـثـــل الـبـــذور – أعطـي ضِعفًا حين أُبْـذَرْ
مثــل طيـبٍ مـن ورودٍ -- زاد عَـبْـقًـا حيـث يُـنْـثَــرْ
قُـلْ لنبـضِ الـروح فيك – لستُ أهـْوَى حتى أَهْـجُرْ
إنْ دَعَــاني أو هجـانـي – سـوف أحْيـا فيـك أكثَــرْ
فاحمــل الأشــواقَ عنـي – يــا حبيبــي لا تُعسِـــرْ
وابتهــلْ ليـــــلا ورتـــلْ – واتـلُ لـي ما قـد تَيسّـرْ
ربمـا إن مِـتُ عشــقًــــا – فـي دماك الروحُ تُقْبَــرْ
------------
بقلمي
عبد الرحمن محمد