الملعب الأخير
ملعبٌ بلا جمهور
مباراةٌ لوجهٍ واحد
مشجّعون خلف التلفزات
راياتٌ حمراءُ ورمادية
ودخانٌ أسودُ للأهداف
المرمى بابٌ بلا قفل
والضمير أعمى يرى بالدم
لا صفّارة…
بل زغرودة صاروخ
وشهقةُ أمٍّ
هي صافرةُ النهاية
اللاعبون بلا قمصان
يركضون بأسماء الشهداء
الكرةُ حجر
والشبكةُ كفنٌ منشور
كلّ هدفٍ
يسجّل وجعًا جديدًا
المدرّبُ خريطةٌ ممزقة
والخطةُ صراخُ الناجين
لا احتياط في هذا الفريق
الكلُّ أساسيٌّ في الفقد
المدرّجات…
مقابرُ من طابقين
والإعادةُ بطيئة…
كي لا يفوت العالمُ
صرخةَ الجثمان
المذيعُ يصفُ المشهدَ بحيادٍ قاتل
"هدفٌ ثالث لصالح الموت"
والتحليلُ بعد المباراة
يدورُ حول نوع الصاروخ
الكاميرا تلاحق دمعةً
تهرب من عين أبٍ
لم يجد في ابنه إلا جثةً تحمل رقمه
وسروالًا عليه بقعةُ طين
حين عاد الضوء…
لم يبقَ في الملعب
إلا ظلُّ حجر
وطفلٌ يبحث عن أخيه
بين حذائين محترقين.
بقلم الشاعر رضا بوقفة
وادي الكبريت
سوق أهراس
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .