*---------- { معمعة المتاعب } ----------*
لا تخلو الحياة من بعض المحاسن والشوائبِ
وحياة البعض بيننا لا تضم إلا أقذر الرواسبِ
والبعض لا يبلغ مستويات العوالق والطحالبِ
ويظل العقل هو النهج لتحقيق أجمل المراتبِ
وهو أنبل إمام مرشد والضمير أنـزه محاسبِ
فلا أحد من البشر لا يحتاج إلى دليل ومراقبِ
والحال أن الأيام تفاجئنا بالمغريات والمطالبِ
ولا نهاية لتواتر العراقيل والزلل والمصاعبِ
ومن تأخذه الأهواء تستقطبه معمعة المـتاعبِ
ومن يخونه العقل يلوذ حتما بالحيل والمقـالبِ
والخبيث يستخدم كل أساليب المكر والتلاعبِ
فلا تتعجب مما ترى من تحـيل وغش ومقالبِ
وبغياب العقل توحش البعض وتسلح بمخـالبِ
ولذا احتدت وحشية الجرائم وعنف المصائبِ
ولا ريب فقد دب العنف بالمدارس والملاعبِ
وفي الطريق والأسر وبين الزملاء والأقاربِ
فالانحراف قد تفاقم وأتى بالغرائب والعجائبِ
والفساد ضرب في القـواعد وأعلى المناصبِ
ولا بد من علاج السبب قبل التفكير بالعواقبِ
والتفاؤل جميل وليس حـلا للتحارب والتكالبِ
فما نشاهـده ليس له نظـير في سابق التجاربِ
ولكن للتعقل دور حاسم في زوال كل المثالبِ
وإحياء الوعي وترويج أفضل القـيم والمناقبِ
وقد علمـتني الحياة أن أتحلى بروح المحاربِ
وألا أسعى بلا هدف فلا أحقق أدنى المشاربِ
فالجهل إذا التحم بالتهور يجلب شتى النوائبِ
وكلما انحرفت البوصلة يضيع اتجاه المراكبِ
وما أحوجنا إلى تفعيل العقول والعلم الصائبِ
كي نطهر النفوس التي أضحت مثل الخرائبِ
ونعدل النوايا بما يعيد حب التفاهم والتجاوبِ
قبل الشعور بالنقمة والحسد ورفض التحاببِ
وكأن بيـن الناس عداوة لا تقبل أبدا بالتقاربِ
*---- { بق
لم الهادي المثلوثي / تونس } ----*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .