من فضلك... أريد زجاجة نسييم لا يكون مستوردا
===============================
ما عدت أعرف مواعيد المناسبات والأعياد والذكريات.. ألقيت نظرة الآن على نتيجة تقويم هذا العام ... فلمحت عيناي موعد يوم شم النسيم.. وهو اليوم الذي كنا نخرج فيه ونحن صبية وشباب قبيل شروق الشمس.... لنشم النسيم.
أيام أن كان هناك نسيم ملموس يحس ويشم....
أطلقت آهة خرجت من أعماق صدري مع نفس طويل يوحي بكل مكنونات الأحزان... لأهمس إلى نفسي مع شبه ضحكة غير مسموعة :
نسييييييم..... نسييييييم... أين هذا النسيم ؟؟!!... أما زال هذا النسيم موجودا؟؟ أعلى ضفاف النيل. أفي الحدائق وتحت الأشجار وبين الأزهار ؟ أعلى أسطح المنازل أم بين أجهزة التكييف ؟
وجدت همسي إلى نفسي ما زال موجودا.... وهي تخرج الحروف الحزينة المتحشرجة :لتقول : النسييييييم المنشود.. قد اندثر ولم يعد له وجود..في عصر انتهاكات الجمال... ووأد سحر الأشكال... وبين روائح دوى الآلات...
ورائحة فوضويات الشوارع والطرقات بين سلوكيات تشوه... وتلوث وتفعل في الأنوف ما تفعله ميكروبات فتك الأمراض...ورائحة أخبار الحروب والكوارث.
وبعد تأثير حزن ويأس التفكير... أوصلني فكري إلى مالا يخطر على البال
وهو ربما تكون تكنولوجيا العصر... قد اكتشفت مؤخرا بأن النسيم المرجو يمكن أن يحفظ في زجاجات في الصيدليات... أو السوبرماركات... فأتمكن من شرائه حتى ولو
أخذت قرضا من البنك..... حتى أدلل نفسي مثل أيام زمان. أيام أن كان النسيم مجانا . للغني والفقير والصغير والكبير... وفي كل ساعات الليل والنهار.
بقلمي
عصمت أبو محمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .