صــبــر الــرجــال
يا صابرًا في خطوبِ الدهرِ مُعتصمُ
تلقى الأذى والردى والليـلَ والـظُّـلَمُ
كـم قـد غدرت بـكَ الدنيا بأحـبـابِـهـا
حـتـى تـفـرّق عنكَ الصحبُ والخَـدَمُ
لـمــا تـولّى عــن الأمـوالِ ذاكَ الـنـدى
أضـحـى الــودادُ كـزهـرٍ سـاقـهُ العَدَمُ
أيـن الـذيـن إذا نـاديـتـهــم حــضــروا
يـومًـا وقـالـوا الـوفـاءَ الـعـهدُ والذممُ؟
صـاروا سـرابًـا علًـى دربِ الهوى عبثًا
واخـتـار كـلٌّ طـريـقًـا مـنــهُ يـنــهــزمُ
يا مَـن وقـفـت وأحزانُ الجوى سكنت
فـيـكَ الـفـؤادَ، وجـمـرُ الـوجـدِ يلـتـهـمُ
تُـريـك دهـراً بـأسـنانِ الـخــطـوبِ إذا
غـابـت وجـوهٌ بـوجـهِ الـغـدرِ تـرتـطـمُ
كـأنّــمــا أنــت بـحــرٌ فــيـكَ مــتّــقــدٌ
يـغـلـي ويُـرعـدُ منـهُ الـمـوجُ والـعـلـمُ
يـا فـارسَ الـصـبـرِ، ما نـالت عـزيمـتَك
ريــحُ الــــزمــانِ، ولا جــــورٌ ولا نــدمُ
أمـضِي ومـا كـنـت في يومٍ تنحني أبدًا
أنـت الـكـريـمُ وإن جـارت بـكَ الـقــيـمُ
كـأنّـمـا أنـتَ نـجـمٌ فــي الـعـلا سَـكَـنَـت
آفــاقُـهُ، وهــو بـيـنَ الـكـلِّ يـــبــتــســمُ
فاصــبـرْ كـمـا يصـبـرُ الجبلُ الـمنـيعُ إذا
هَـبّــت عـلـيــهِ ريـاحُ اللـيـلِ والـــهَــمَـمُ
عماد فهمي النعيمي/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .