أستعرض الأحقابَ ..
أستعرض الأحقابَ من تاريخنا
كي أستعيد مفاخرَ الأجدادِ
تلكَ القرونُ الخالياتُ من العلا
من عزّةٍ .. من خالدِ الأمجادِ
إنّ الجدود الخالدين بمجدهم
خلعوا مفاخرهم على الأحفادِ
عهد بأندلسٍ كما عذبِ الرّؤى
أمجاده دفء الصّدى بفؤادي
ذكراه أمست مثل جمرٍ في دمي
متوقّدٌ .. وإن اختفى برمَادِ
يا أمّة العربِ الّتي كانت لنا
صكّ الأمانِ وفخر أهل الضّادِ
واليوم نحنُ وقد تشتّتَ شملنَا
والكلّ يشكو فادح الأنكاد
في الشّام شعبٌ إستبدّ بهِ الضّنى
وغيومُ بؤسٍ في سماء بلادي
غدرَ القريبُ وما ترفّعَ عنْ أذى
والبَعضُ ذو مقةٍ وذو أحقَادِ
والشرّ أمسى في النّفوس سجيّة
بل صار كالأورامِ في الأجسادِ
وأرى العداوة أصبحت كشريعة
كعبادةٍ .. بل نزعةُ الإلحادِ
أحتارُ يا وطني الّذي أحببتُهُ
والحزن يسكنُ مهجتي وفؤادي
اليومَ والأعداءُ تهدمُ مجدَنَا
أرسلت حرفي يرتجيك ينادي
ذاك العدوّ قدِ استباحَ ديارنَا
وأراه يحرمنا فتاتَ الزَادِ
والموتُ يطوي كلّ يومٍ بَعضُنَا
في القدس في بيروت في بغدادِ
ياقدس يا أرض النّقاء تصبّري
كوني معَ العليا على ميعادِ
فَبنوكِ مازالو كما كانوا وهم
للذودِ في صدقٍ على استعدادِ
متفائلٌ أبقى ومهما رابني
دهري وأمطر بالسّهام فؤادي
حتّى إذا صار الأقارب كلَهمْ
فيهم يجول الحقدُ في الأكبادِ
أو صرتُ انظرُ في الوجودِ فلا أرى
إلاّ سوادًا آخذًا بسوادِ ..
سأظلُّ أوقظُ في الدّجى أنوارهُ
حتّى يؤول سوادهُ لنفادِ
حتّى تشعّ على جوانبهِ المنَى
والكونُ يملؤهُ الضّياءُ الهادي
وأظلّ كالغيمِ الّذي يهمي لكيْ
يسقي الزّهور على ربًا ووهادِ
وأصبّ في أذنِ الزّمانِ قصائدي
كالطّير يشدو في رحابِ الوادي
وتعودُ دومًا بهجتي ومسرّتي
مهما يجرّ الدّهرُ من أنكادِ
رفا الأشعل
على الكامل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .