دمع اشتياقي
.................
تنوح النائحات على العراق
ودجلة من مرار اليتم ساق
كأنَّ مياهَهُ دمعٌ سكيبٌ
من الأجفانِ في حَرِّ اشتِياقي
جمال الرافدين غدا جحيماً
فأرض العز تُسجنُ بالشقاق
كذاك الشام في أخذٍ و ردٍّ
و أرض النيلِ تنضح بالشقاقِ
كأن الفجر حين يلوحُ تشدو
حمائمُنا بآيات الوفاق
و ما صوت الحناجر حين ثاروا
رجالاً للوثوب على النفاق
يردده الشباب بغير خوفٍ
بحشدِ مثل أجياد السباق
إلى الجناتِ إن متنا سنرقى
ومن يحيا ففي الجنات باقي
فزلزل جمعَهم بالحقِ صوتٌ
و كان الصوتُ مشدودَ الوِثاقِ
ودمرت القنابل كوخ طفلٍ
ورابيةٍ تتوق إلى العناق
ونائحةُ الخليل تروم بدراً
إلى الأقمار يصعد للرفاق
إذ الطوفان للأقصى أعدوا
سهام الصدق ترفع كل راق
بغزة دُمْدِمت كل المغاني
وصار القتل يسرع كالبراق
فخضراء الكتائب دون خوف
تذيق القرد نيران احتراق
فأنستنا الهزائم رغم ذل
من الحكام تَرفلُ في الخِناق
ويدعونا الجهول إلى انتكاس
وتسليمٍ إلى الص ه يون شاقِ
هنا الأطفال والنسوة وشيخ
على عهد الكتاب بلا انشقاق
هنا السد المنيع لكل أهلي
شُجاعيُ بلا جزعٍ يلاقي
جحافل جيشهم شرقاً وغرباً
يظنون التقدم دون واقِ
فدوت صافرة الذعر فيهم
فعادوا للممات من الخنادق
..................................
الشاعر المصري/ منصور غيضان
القاهرة مساء الأربعاء الموافق ٢٠٢٤/١٠/١٦
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .