بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

لم يعد لدي ما أكتبه بقلم الراقي

 لم يعد لدي ما أكتبه

أبحثُ عن نساء

أشاركهن أحزانهن

وهن يتحدثن عن معاناتهن

أدركُ الآن

ماذا يعني أن تفتح لك امرأةٌ قلبها

وتكسر صمتها الطويل

وهي قادرةٌ بعد كل هذا الوجع

أن تزرعَ نبتة على صدرك

تحيي بها قلبك الميت وتبتسم

تهزم جرح الليل 

وحلم صغير مخبأ في جوفها

تفتح أبواب الندى

على وجوهها الشاحب

كم امرأة تضحك وهي تبكي

تلعق جراحها بروح متألمه

كل النساء جميلات

إلى أن يخرجن من هذه الدنيا بسلام

ويرقدن بسلام

كل النساء ورود الحدائق 

في جنان الله الأبديه

إلى أن تتحول أرواحهن إلى ملائكة... 


كلُّ النساءِ يحضن أنينَ الريحِ العابرة

على صدورهن

ويفتحن أبوابَ الندى

على وجوههن الشاحبة

هكذا قالت جدتي وهي تحكي

عَلِقَت الكلماتُ في صدرِها وبكت

تذكَّرت تلك الطفلةَ التي مدت كفَّيها للحناء

كيمامةٍ بيضاءَ تلملم سنابل قمحٍ تساقطت

من خطوات نساءٍ أخريات

وتصنع منها فستاناً بجناحين من خضوع

كأنَّها خُلقَت لتقول نعم

كلُّ النساءِ حزيناتٌ

ومُدنُ العالمِ التي يسكنُها الرجالُ كنوارسَ شاردة

تختفي خلفَ السراب

ترسمُ طريقاً جديداً للشاطئ

البحرُ عميقٌ وواسع

لا تفتحي ذراعيك له

كم إمرأة تصنع الفرح وهي تبكي

كل النساء ورود الحدائق 

في جنان الله على الارض


هكذا قالت جارتي

أنا رائعةٌ جداً

لكن قلبي الصغيرَ ينتفض

تحرقه شمسُ الحبِّ التي تلمعُ في عيني

كنت طفلة قبل أن ألقي بجسدي في فرنِ الحياة

أطهو أحلامي الرماديةَ على نارٍ حارقة

وأحاولُ النجاةَ بطفلتي على حمَّالةِ صدري

أحضنُ أنوثتي كلَّ ليلة

أمسحُ باسمِها قبلةَ حبٍّ يابسةٍ على شفتي

ألعقُ جراحي كقطةٍ تائهةٍ آخرَ الليل

أغني وأنا أعدُّ فطورَ العصافير

يداي باردتان وصوتي دافئ

وروحي متألمة تُرَى،كم امرأةً مثلي

مدت جسدها تحت جسر الرغبة

تصنعُ الفرحَ وهي تبكي

كم امرأةً مثلي تقفُ على جانب الرصيف

تحلمُ بحضن رجل دافئ

يحميها من برد الزمن 


كلُّ النساءِ صغيراتٌ، جميلاتٌ ودافئات

كلُّ النساءِ وردُ الحدائق

في جِنانِ اللهِ على الأرض

كل هذا الوجع 

ومازالت كل النساء صغيرات 

كل النساء جميلات 

القطنُ الغافي على قمصانِ الرجال

الحبُّ الأبديُّ روحُ القصيدة

الضوءُ المدفون في عيونِ الأطفال


كلُّ النساءِ صغيراتٌ يا الله

إلى أن يخرجن من الحياةِ بسلام

ٍ ويرقدن بسلام 

وتتحولُ أرواحهن إلى ملائكة على الأرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

يا حارسي بقلم الراقي توفيق السلمان

 يا حارسي ﻷنّكَ حارسي وإن غادرتني فلست مغادري ما زلت تحيا كلّ أحياني معي في خاطري باﻷمس كنت  صورةً تجري أمام  ناظري واليوم أنت  بداخلي روح...