الورد الجوري الأحمر
—————————
الورد الجوري الأحمر
المزهوُّ بحُلَّتِهِ بينَ جموعِ الوردِ
عقدَ العهدَ
معَ ألوانِ الوردِ الأخرى :
أنْ إنْ زحفت نحوَ لُمى أكمامي
أفواجٌ من عصفٍ تشرينيٍّ
وتعانقت الأغصانُ
مع الأغصان
أغراها الحسنُ الطافحُ
فوقَ خدودي الرَيّانةِ
تَلْتَفُّ علىَّ وتحضنُنِي
في عشقٍ ساديٍّ
أتَوَسَّلُ فيها الرفقَ
بأوراقي الغضةَ
لكنْ تثملُ من عَبَقِي وتهوي فوقي
حتى تُردينيَ هامدةً في ساقيتي
ليس غروراً لكنَّ حقيقةَ ذلكَ
ماثلةٌ قُدّامَ الرائحِ والغادي
هذا قَدَري ليسَ لأحدٍ ذنبٌ في ذلكَ
فجمالي الخارقُ في فتْنَتِهِ
هوَ مَنْ يجني عليَّ
لكنْ أطلبُ مِمًّنْ خلفيَ منكم
أو قدّامي من أفنانٍ تحملُكُم
أن توقفَ - ما اسطاعتْ قوَّتُها -
زحفَ الريحِ المجنونةِ نحوي
تقنِعُها أنْ يَتَلَفَّتَ نحو جمالٍ
أخّاذٍ فيما تَحْمِلُهُ من جُنْبدِ
قالوا : يا سيدة الإغراء
لسنا في زمن يحتمل العقل
به أن نستنجد ب( أداپا )
لِيُقَطِّعَ أجنحةَ الريحِ الغربية
يا سيدةَ الإغراءِ
هذي دورةُ عمرٍ لحياةٍ
قَدَّرَها اللهُ إليكِ وإلينا
لا الفتنةُ في اللّونِ ولا حجمِ لفيفٍ
في أنفاسٍ عاطرةٍ
في كلِّ الألوانِ
تدرأ عنا الموتَ إذا حانَ
هوَ لمْ يتهاوَ بثقلٍ فوقكِ
مأخوذاً بغرامكِ لحمرةِ شفتيكِ
ولو كانَ كذلكَ ما صَيَّرَ أجزاءَكِ
في التربةِ ذَرّاً وهباءً منثورا
العاشقُ يُعْنى في معشوقِه
يفدِّي النفسَ
لكي يبقى المحبوبُ بعافيةٍ
وأمانْ
د. محفوظ فرج
١٨ / ١٠ / ٢٠٢٠م
١ / ربيع الأول / ١٤٤٢هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .