بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 8 أكتوبر 2024

نارنج بقلم الراقي محفوظ فرج المدلل

 نارنج(١)


لم يكن أحدٌ يتلفَّتُ نحوكِ

بالرغمِ من خضرةِ تسعِدُ النفسَ

ساعةَ رؤياكِ 

لم يك في بال من عرفوك 

بأنكِ أصلٌ وغيرُك فرعٌ 

تناسلَ من بذرةِ لكِ 

قد باركَ اللهُ فيها 

فكم كنتِ ظلّاً ظَليلا 

لِمن أحرقتْ ثوبَه 

شمسُ تموز

واضطرَّ أن يتلاقيا حبيبينِ 

مختبئينِ وراء قوامِك

كم لجأتْ بين أغصانِك العبِقاتِ

العصافيرُ تنسجُ أحلامَها 

وتنطُّ بعرضِ سواقيكِ

ثم تعودُ إليكِ منعَّمةً بالحبور

إن يكنْ أحدٌ عارفاً 

أن طائرَ فينيق أسطورةٌ 

في احتراقٍ تليهِ ولادة 

فانَّ الحقيقةَ تكمنُ 

في جذرِ نارنجةٍ

حين يحرقُ تموزُ أغصانَها 

وتموتُ

سينهضُ من جذرِها غصُنٌ 

في طرواتِهِ 

وزكيِّ العبيرِ بخضرتِه 

مذهلاً

تستعيدُ الحياةَ لها 

تتطاولُ شامخةً

لن يعيقَ تجدّدَها 

ولو بقيتْ شعرةٌ 

في الثرى من بقايا جذورِ 

قد اجتَثَّها غاشمٌ 

سترى بعد حينٍ رؤوسُ وريقاتِها

نبعةً من خضار 


مرة سألتني سارة عن سر حبي 

لها

قلت : مذ كنت أحبو بباحة

دار الأحبة كانت بقربي شاخصة 

يداعب قداحها شعر رأسي 

كنافورةٌ من عبير

وحين خرجت أراها أمامي 

أنى توجهت

ويسعدني زهوها

 

د. محفوظ فرج المدلل 

٨/ ١٠ / ٢٠٢٤م

٦ / ربيع ٢ / ١٤٤٦هـ


١-شجرة النارنج : تنتمي إلى جنس الحمضيات، حيث أشار المسعودي في كتاباته إلى أن شجرة النارنج نقلت من الهند بعد عام 300 من الهجرة وزرعت في عمان ثم نقلت إلى العراق، فسوريا وفلسطين ومصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

مستهام الوجد بقلم الراقي سامي حسن عامر

 مستهام الوجد تفضحه عيون  والعشق بات بالقلب موصول  يا قدرا بالعمر يصول ويجول  وكأنك الدنيا وعشقك لا يهون  أحبك والخلائق تعرف أنني  عشق وحنين...