- صُورَةُ الذِّئبِ -
أمِنَ الصَّحاري وَ البراري تَفزَعُ
وَ بها جَميلُ الوَجهِ ذِئبٌ أصمَعُ
فَـعُـواؤهُ لِلجَذبِ يَدعو تـارَةً
وَ لِـلَـمِّ شَملٍ إنْ أرادَ يُـجَمِّعُ
مُتَلَوِّنُ الجَسَدِ الرَّشيقِ قِوامُهُ
بِطَبيعَةِ الأرضِ التي يَتَسَكَّـعُ
وَ لَهُ عُيونٌ قَد تَرىٰ مَـا لا نَرىٰ
كقَبيلِ جِـنٍّ تَحتَويهَـا بَـلـقَـعُ
وَ لَـهُ مِنَ الأنيابِ عَـزَّ مَثيلُهَـا
لِـتُرَصِّعَ التِّيجانَ فَـألاً يَنصَـعُ
لا يَرتَجي غَيرَ الأكارِمِ مَعشَراً
وَ بِفَضلِهِ عُرِفَ المَقامُ الأرفَعُ
لِفَصيلَةِ السّرحانِ مِن تَأريخِها
تَتَفاخَرُ الأجيالُ حينَ تُسَمَّـعُ
فَأُبَـاةُ نَفسٍ لا يرونَ بِصَيدِهِم
إلّا المُذَكّىٰ طَـازجٌ أَو يُقطَعُ
وَ زَواجُهُمْ لا يَنتَمي لِقَطيعِهِمْ
فَمَحَارِمُ الشّرعِ المُقَدّسِ تُمنَعُ
وَ وَفاؤهُمْ يَبقىٰ لِأوَّلِ زَوجَةٍ
فَهِيَ الوَحيدَةُ لِلدّغافِلِ تُرضِعُ
وَ لَهُمْ مَعَ الآباءِ حِرفَةُ مُؤمِنٍ
إنْ جاوَزَ العُمرُ بِهِـمْ وَ الأربُعُ
في غارِ أمنٍ يَقطنونَ وَ رِزقُهُمْ
يَـأتيهُمُ مَـاءٌ وَ زَادٌ يُـشبِعُ
وَ بِهذهِ الأوصافِ يُمدَحُ مُؤمِنٌ
سَمِحٌ خَلوقٌ بِالمَلائكِ يُشفَعُ
وَ مُـبَـرَّأٌ مِن تُهمَةٍ قَد حاكَها
مُتَمَرِّدونَ عَلىٰ نَبِيٍّ شَـنَّـعُوا
وَ بِهِ يُمَثَّلُ كُلُّ شَخصٍ جاسِرٍ
لِـبَـسَـالَـةٍ بِـمَـعَـارِكٍ وَ يُصَـرِّعُ
د. محمدهاشم الناصري
العراق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .