أراكِ مثلما غيري يراكِ
ولكن ثمَّ شيء قد خفاكِ
بأني إن أتيتُ إلى قرارٍ
تساوى مستوايَ بمستواكِ
فلا شيء ٌ يقلُّ بهِ قراري
ولا شيء تزيدُ بهِ لُماكِ
إذا ضيّعتِ دربا بأن دربٌ
يسيّرني بعيدا عن أذاكِ
أنا بالعيشِ أسبحُ في قراري
وأنتِ تسبحينَ على هواكِ
وأني كلما أدركتُ قصدي
رميتُ بطاقة الدعوى وراكِ
وأني كلما صاحت جروحي
أُعلّلها بعيدا عن رضاكِ
وإن أبعدتِ عن عيني قريبا
فقلبي لا تغيّرهُ قُواكِ
أنا حجرٌ تقزَّمَ غير أني
أُحطمُ كلَّ ما صنعت يداكِ
إذا ملتِ أميلُ على اصطباري
وإن جرتِ أجورُ على فكاكِي
أنا إن تعبثي في كل شأني
أرى نفسي كأني لا أراك
وإن تأسي جعلتُ الروحَ مغنى
ولن أبدو لعين الوردِ باكي
سأحفرُ في ثنايا الروح جُباً
وأدفنُ فيهِ يا دنيا أساكِ
سأفخرُ أن أصلي من ترابٍ
بماذا تفخرين على سواكِ
وأني أصنعُ التارخَ لمّا
تكونينَ الأسيرةَ في مداكِ
أرى غيرى تُأججهُ الخبايا
وفي نفسي الخبايا على عراكِ
ومنها ما هو ذهبٌ مُصفّى
ومنها ما هو عسلُ الأراكِ
ومنها ما هو تِيجان كسرى
كنوزٌ قد تضيقُ بها المشاكِ
وفيها مالُ قارون ابن يصهر
كنوزٌ باتَ يحرسها ملاكي
وعندي ما لعينكِ من بهاءٍ
سناءٌ زادَ وجهي عن سناكِ
تأنيْ في قراركِ لستِ إلآ
عجوزا ليسَ فيها من حراكِ
صالح ابو عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .