(السيرة النبوية بالمختصر)
قصيدتي بمناسبة ذكرى المولد النبوي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
من عتمةٍ نور الهداية قد بدا
وامتدَّ حتى ساد أو بلغ المدى
من جوف آمنةَ الضياءُ توهَّجا
وطغى على كلِّ الدنى وتسيَّدا
نورٌ أضاءَ الكونَ علماً نافعاً
والجهلَ والظلماءَ فيه بدَّدا
في مكةَ الشرفُ العظيمُ لأمَّةٍ
أُمِّيَّةٍ حازته إذ وُلِدَ الهدى
وبدت علائمُ نهضةٍ في خَلقه
وتمدَّدت والخير فيه تمدَّدا
وُلد النبيُّ فأشرقت شمس الضحى
والكون من حُللٍ تزيَّن وارتدى
**************
هو سيِّدٌ في قومه وصفاتُه
جعلته في كل المعاني سيِّدا
كان الفتى متميِّزاً بخصاله
وبما لديه من الخصال تفرَّدا
خُلُقٌ عظيمٌ زانه في سعيه
إن راح يسعى أو إذا يوماًغدا
وجوانب الإشراق فيه كثيرةٌ
والخير في هدي الرسول تعدَّدا
والنور في وجه الفتى متوهِّجٌ
والخدُّ من نور اليقين تورَّدا
****************
في الغار يُمضي وقته متأمِّلاً
ويظلُّ فيه لفترةٍ متعبِّدا
حتى أتاه الوحيُ إقرأ باسم مَن
خلقَ الدُّنى وبنى الحياة وشيَّدا
كن يا محمَّدُ هادياً ومعلِّماً
للتائهينَ وكن لقومك مُنجِدا
أنتَ الرسولُ فقم وبلِّغ كلَّ ما
يأتيك من وحي السماءِ لتسعدا
والشركَ حاربه بكلِّ وسيلةٍ
حتى يصير الكلُّ بعدُ مُوَحِّدا
**************
فمضى وقد حمل الأمانةَ طائعاً
وبِمنْ يُعيلُ ومن له خِلٌّ بدا
لم يبغِ من حمل الرسالة مطمعاً
لم يبغِ ملكاً أوغِنىً أو سؤددا
كانت خديجةُ للنبي معينةً
وله أبو بكرٍ يبيتُ مؤيِّدا
وبفضله بعض الصحابة أسلموا
وبه اهتدى من كان أسلم واقتدى
هم ثُلَّةٌ ضحُّوا لتسعدَ أمَّةٌ
ذاقوا لأجل الدِّينِ ألوانَ الرَّدى
عانوا وماتوا في سبيل عقيدةٍ
فالحِملُ كان على الصحابة مُجهِدا
ذاقوا عذاباً من أميَّةَ مضنياً
وبغى أبو جهلٍ عليهم واعتدى
قُتِلَتٌ سميَّةُ وهي تصرخُ واحدٌ
أحدٌ وياسرُ قد قضى متشهِّدا
وبلالُ ظلَّ على العقيدةِ صامداً
وبمال إبنِ أبي قحافةَ يُفتَدى
فتحوا الطريقَ أمامَنا فجميعُنا
وجد الطريقَ ممهَّداً ومعبَّدا
****************
المشركون تجمَّعوا وتكتَّلوا
أخذوا قراراً حاسماً في المنتدى
لابدَّ من قتلِ النبيِّ محمَّدٍ
وبذلك الأمرِ الجميعُ تعهَّدا
بين القبائل قد تضيعُ دماؤه
إنْ مدَّ كلٌّ في جريمتهم يدا
لكنَّ أمرَ اللهِ أكبرُ منهمُ
ومِنَ الذي أرغى وصاح وأزبدا
أَمَرَ النبيَّ بأن يهاجر للمدينة
في الظلام ودون أن يتردَّدا
فمضى ويصحبه أبو بكرٍ إلى
أحضان يثربَ طائعاً ومؤَيَّدا
وعليُّ نام على فراش المصطفى
ما ضرَّه أن كان كبشاً للفدا
فهو الذي لم يألُ جهداً دائماً
في دعم دين الله منذ تولَّدا
في الباب كان الأربعون تحضَّروا
والكلُّ يحملُ باليمين مهنَّدا
فإذا بدا ضوء النهار وأشرقتْ
شمسٌ وصار الفجرُ عنهم أبعدا
عرفوا بأنَّ الأمرَ أفلتَ منهمُ
وجهودهم فشلتْ وقد ضاعتْ سُدى
**************
وصلَ الرسولُ إلى المدينة سالماً
والأمر أصبح في المدينة جيِّدا
أهل المدينة بايعوه وهلَّلوا
لقدومه والكلُّ فيها أنشدا
طلع الرسول كأنَّه بدر ا لدجى
وكأنه من نعمةٍ قطرُ الندى
واستقبلوه بلهفةٍ وحفاوةٍ
وجميع من فيها سروراً عيَّدا
****************
في يثربَ الغرَّاءَ تبدأُ رحلةٌ
للدين مثمرةُ ومنها خلَّدا
آخى رسول الله بين رفاقه
وبنى على أرض المدينة مسجدا
وأقام مجتمعاً وسنَّ شرائعاً
ولدولةٍ عظمى ستظهرُ مهَّدا
يُمضي النهار معلِّماً ومجاهداً
والليل يقضي جلَّه متهجِّدا
واللهَ يذكر قائماً أو قاعداً
وله يظلٍُ مسبِّحاً وممجِّدا
خاض الحروب لأجل نصرة دينه
في جيشه كلَّ الصحابة جنَّدا
واللهُ أيَّده بنصرٍ بائنٍ
وخطاه في كلِّ المعارك سدَّدا
حتى أتى فتحٌ مبينٌ ظاهرٌ
والكفرُ أصبح بعد ذاك مقيَّدا
فأتى لمكةَ فاتحاً ومحطِّماً
أصنامها ومكبٍّراً وموحِّدا
وعفى عن الأعداء لمَّا طالهم
ولهم بأخلاق الدعاة تودَّدا
****************
بدأتْ ملوك الأرض تطلب ودَّه
فالكلًّ أصبح خائفاً ومهدَّدا
وامتدَّ دين الله حتى لم تعد
تلقى بمكة كافراً أو ملحدا
كل الجزيرة أسلمت لمحمدٍ
والعيش في أرض الحجاز تجدَّدا
فاللهُ أكمل دينه وأتمَّ نعمته
وحُقَّ لربنا أن يُعبَدا
****************
حجَّ الرسولُ مودِّعاً أصحابَه
فالموت أصبح دانياً ومحدَّدا
وأفاض في شرح العقيدة جملةً
في خطبة كانت مثالاً للهدى
والموعد المكتوب جاء لينتهي
فصلٌ من الدنيا وآخره الرَّدى
ضجَّ الصحابة حين مات نبيُّهم
. . فأتاهمُ صوتٌ له رَجْعُ الصدى
من كان يعبدَ في الحياة محمَّداً
فمحمَّدٌ بشرٌ وليس مُخَلَّدا
لكنَّ ربَّ محمَّدٍ باقٍ وليس
سواه في هذا المقام مؤبِّدا
هدأ الجميعُ إذا تحدَّث شيخهم
حتى الذي من قال ماتَ توعَّدا
ومضوا إلى الشيخ الجليل وبايعوا
والكلُّ مدَّ إلى أبي بكرٍ يدا
عمرٌ عليٌ والزبير وغيرهم
والكلُّ بارك ما رأَوْه وأيَّدا
*****************
مات الرسول ولم تمتْ سننٌ له
ولقد غدا تحت التراب موسَّدا
ياربِّ صلِّ على النبيِّ محمَّدٍ
. ياربُّ أكرمْ بالصلاة محمَّدا
واجعله شافعنا لديك إذا أتى
يوم الحساب وقد جهِلنا الموعدا
المهندس : سامر الشيخ طه