صلّى عليك الله يا علم الهدى..
الشَّمْسُ تُرسلُ للأكوانِ أَلْوانا
وَتَمْلَأُ الفَجْرَ رَغمَ الظُّلْمِ أَلْحَانَا
شَمسُ الهُدى بزَغتْ أنوارُها وَهَجاً
وأشْرَقَتْ للوَرى عَدْلاً وإحْسانا
إيمَانُنَا سَكَنٌ فِي الحُبِّ مُنْغَمِسٌ
وَسَوْفَ يَبْقى بِرَغْمِ الشَّوْكِ رَيْحَانَا
لَكِنَّمَا الخَوْفُ فِي الإنسان مِنْ وَهَنٍ
يَرَى الضّلال بِغَيْرِ الفجر بُركانَا
ينسابُ بينَ دُروبِ الظُّلمِ في وَلَهٍ
فيَملأ الأرضَ عُدْواناً وبُهْتانا
مَا كُنتُ أَحْسَبُ أَنَّ القَهْرَ فِي وَطَنٍ
سَيُنْبِتُ الذُّلَّ فِي الأَحْرَارِ أَحْيَانَا
مَا العَيْنُ تَدْمَعُ لَوْلَا القَهرُ يَنْزفُهَا
وَهَلْ سَيُولَدُ إِلَّا العَزْمُ إِنْسَانَا
حتى بَكى قَلَمي والشِّعرُ مُحْتجِبٌ
يَدقُّ أبْياتَهُ بالنّظمِ غَضْبانا
كَيفَ الحُروف تزُفُّ النُّورَ فِي مُهَجٍ
كَي يَطْرَبَ القَلَمُ الْمِعْطَاءُ جَذْلَانَا
فَالشِّعْرُ تَحْتَ ظِلَالِ الفِكْرِ قَمْحُ رُبًى
وَسَوْفَ يُزْهِرُ أَمْجَادًا وَأَوْطَانَا
قَدْ كَانَ لِلرَّوْحِ عَهْدٌ فِي مَنَابِعِهَا
وَلَنْ يَجِفَّ بِهَا نَهْرٌ مَتَى كَانَا
نُورٌ يَشِعُّ مِنَ الوِجْدَانِ مُنْبَهِرًا
بِمَوْلِدٍ جَعَلَ الإِسْرَاءَ عُنْوَانَا
هذا الرَّسولُ عَظيم الشَّأنِ مِن شَيَمٍ
بصِدْقهِ نالَ مِنهاجاً وسُلطانا
خيرُ الوَرى، قبَسٌ بِالنّورِ مُنْبَجِسٌ
مُحمّدٌ قدْ أَضاءَ الكونَ قُرْآنا
في وَجْههِ، قَمَرٌ في النّورِ مُعْتكِفٌ
أضاءَ ليلَ الدُّجى نوراً وإيمانا
يا خيرَ منْ خشَعَتْ مِنْ ذِكْرهِ أُمَمٌ
فكُلّنا في الهُدى يَزْدادُ إيقانا
فالماءُ والقمرُ المُنْشَقّ مُعْجِزةٌ
حَنينُ جِذعٍ لهُ يشْتاقُ وَلْهانا
حباً لَهُ، أُحُدٌ يهْتزُّ مِنْ وَجَلٍ *
فكيفَ لا يَنْحَني مَنْ كانَ ظَمآنا
فالقُدْس قدْ شَهِدتْ مِعراج خطوَتهِ
مِنَ السّمواتِ نالَ النّورَ أَرْكانا
يا صَخْرةً حمَلَتْ أقْدامَهُ طَرَبا
لِسِدْرَة المُنْتَهى ما زِلْتِ عِنْوانا
يَا سَيِّدِي نَزَفَ الأقْصَى مَوَاجِعَهُ
وَفَجْرُ أُمَّتِنَا مَا زَالَ عُرْيَانَا
يَا سَيِّدِي سَجَنَ الأَعْدَاءُ صَفْوَتَهُ
فَبَاتَ بَيْنَ جُذُورِ القُدْسِ حَيْرَانَا
مِنْ بَعْدِكَ العُرْبُ أَسْيَادٌ لِمَلْحَمَةٍ
سُيُوفُهَا انْغَرَزَتْ فِي قَلْبِ أَقْصَانَا
لَبَّيْكَ يَا قَمَرَ الأَكْوَانِ يَا أَمَلًا
تُعِيدُنَا وَطَنًا حُرًّا بِهِمْ هَانَا
إِنِّي افْتَدَيْتُكَ بِالدُّنْيَا وَزِينَتِهَا
رُوحِي وَنَبْضُ دَمِي يَأْتِيكَ رِيَّانَا
كُلُّ المَوَاجِعِ مَهْمَا أَمْعَنَتْ شَطَطًا
بِنُورِ وَجْهِكَ يَعْلُو الحَقُّ بُرْهَانَا
خَيْرُ الأَنَامِ هُمَامٌ عَاشَ فِي أَنَفٍ
فَكُلُّنَا صُوَرٌ تَنْسَابُ أَكْفَانَا
يَا أُمَّةً رَفَعَتْ هَامَاتِهَا رُسُلٌ
قَدْ أَذَّنَ الفَجْرُ وَالأقْصَى مُصَلَّانَا
.
.
.
جهاد بدران
(أم صهيب)
........
* " أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَعِدَ أُحُدًا، وأَبُو بَكْرٍ، وعُمَرُ، وعُثْمَانُ، فَرَجَفَ بهِمْ، فَقَالَ: اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ ".
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3675 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
...............