خانوكِ ياغزّة الأمجاد
مُـزجتَ بالـدّمِّ أمْ أقْنَـى بـكَ اللَّهَـبُ؟
ياَجَفْنُ مَالكَ هَلْ طَافَ بِكَ السُّحُبُ؟
تَــرَى بِغــزَّةَ إجــرَامَ اليهُــودِ بِهـَـا
فَانهَالَ دَمعُـكَ مِثـلُ القَطـرِ يَنسَكِبُ
مَـا دمعـةٌ مِنـكَ إلَّا وَهـيَ حَارِقَــةٌ
كَجَـذوَةٍ مِنْ جِـمَارِ النــَّـار تلتَهِــبُ
لُطفـــًا وَمَهْــلًا أَبــَا تمّــامِ مَعــذِرَةً
عَـنِ الجَوَابِ فَصَدرِي ضَائِقٌ تَعِـبُ
أَرنُـو إِليـكَ قَرِيحَ العَينِ فِي حَـيَئٍ
عَـمَّا أَعَانيـهِ فَـلا تَسألْ وَمَا السَّبَـبُ
لَا تَسألِ اليَـومَ عَـنْ حَـالٍ بَـدَا عَجَبًا
فَواقعُ الحَالِ يَحكِي دَجْنُهُ العَجَبُ
دُنْيانا لَيسَتْ كَدُنياكَ اللّتِي عَرَفَتْ
مَعنَـى الإِباءِ فَفِيهَا الحَقُّ يُغْتَصَبُ
تُسعُونَ ألفـًا لِغَـزوِ الــرُّومِ ٱلتَهَبُوا
لِصَـوتِ إمـرَأةٍ هَبــُّوا وَمَـا شَجَبُوا
صَاحَـتْ بِمُعتصِـمٍ تَدعُــوهُ نَخْوَتَـهُ
فَسَـارَ بِالجَيشِ مِـلءُ زَفـرِهِ اللَّهَبُ
وَأضـرَمَ الـرُّومَ حَربـًا لا قِبالَ لَهـَا
وَما كانَ مِنهـَا لَهُـمْ سِترٌ وَلاحُجُـبُ
وَاليَــومُ حُكّامُنــَا نَرَاهُمُــو رَغِبُــوا
عَنْ كَأسِ مُعتَصِمٍ زَاغُوا وَمـَا شَرِبُوا
هَونـًا أَنـَاخَ بِهِم مِنْ بَعدَمـَا رَضَعُوا
ضَرعَ الهَوانِ وَعَنْ أعرَاضِهِمْ عَزَبُوا
قَـد دَاسَ نَخوَتَنـَا عِهـرٌ بِهِـمْ...وَلَغُـوُا
لُــؤمَ السّياسَــةِ قُالُــو إنَّهُــمْ نُخَــبُ
لِلغَربِ أحنُو رُؤُوسًا طالَمـَا ارْتَفَعَتْ
فِي تَالِــدِ المَجدِ كَمْ أحْنَى لَهَا الصُّلُبُ
نَحــنُ ابتِلِينـــَا بِــحُكّامٍ بَــلَا نَسَــبٍ
لِلدّينِ وَالقُدسِ أمسَى مَا لَهُم حَسَبُ
فَيـَا لَنـَارِ أُمَّتِنـَا مِـن عِهـرِهِـمْ خُمِدَتْ
هُـمْ أطفَؤُوهـَا وَمـَا شَبَّـتْ لَهـَا لَهَـبُ
عُشرُونَ قُطـرًا وَلَكِـنْ لا وُجُـودُ لَهُـمْ
عَن نُصرَةِ القُدسِ قَدْنَامُوا وما وَثَبُوا
بـَاعُوا فلسطِينَ لِلصّهيُونِ وَانبَطَحُوا
لِلغَـــربِ ذُلًّا وَقـالُـــوا إِنًهُـــمْ عَـــرَبُ
أَيـنَ العُرُوبَةُ مِنهُـمْ وَالدّمـَا سُفِكَتْ
فِي غَزّةِ المَجدِ مـَا افتَزَّ لَهُمْ عَصَبُ
يَـــرونَ غَــــزّةَ بـِالنّيـــرَانِ تَحتَــرِقُ
وَهُـمْ بِصَمـتٍ عَلـى جُدرَنـهِ صُلِبُـوا
سُحقـًا وَتبـًّا لَهُـمْ مِنْ كَونِهِمْ عَرَبٌ!
عَليهِمُ الخِزيُ مـَا حَلُّوا وَمـَا ذَهَبُوا
خَانُوكِ يـَا غَزّةَ الأمجـَادِ أمْ جُبِنُوا؟
تَبـًّا لُهــمْ صِـفتـَانِ فِيهِمــَا دَأَبـُـــوا
كَـمْ قِمّةٍ وَقَعتْ كَانتْ كَمـَا سَبِقَتْ
لا شَيءُ فِيها سِوَى خُطَّابِهـَا شَجَبُوا!
مُذَبْذَبُـونَ لُصُــوصٌ لِلجِيُـوبِ كَفــَا
لا هَمَّ فِيهمْ سِوَى كَمْ أنَّهُـمْ كَسَبُـوا
حَدُّوا المُدَى عَلَنـًا عَلَى الشُّعوبِ كَذَا
بِـالظّلمِ سَاسُوا وَبـِالتَّزوِيرِ اُنتِخِبُوا
تَحَالُـفُ الغَـربِ وَالصّهيُونِ مَذْبَحَةٌ
لِغَـزّةِ العِـزِّ لَـمْ تَشهـدْ لَهـَا الحِقَـبُ
صَبُّوا عَليهـَا جَحِيمَ حِقدِهِمْ عَلَنـًا
فَالكَونُ مُنذَهلٌ كَيفَ بِهـَا ارْتَكَبُوا
دَكٌّ وَنــــَارٌ وَتَنكِيـــلٌ بِـــلا هَــــوَدٍ
وَالقَصفُ يَحصُدُهَا وَالقَتلُ وَالسَّغَبُ
لَكنَّ جُندَ الحِمَى أَسقُوا العِدَا حِمَمًا
دَاسُـوا عَلَيهِم صَالُوا وَمـَا ارْتَهَبُوا
لِلّهِ دَرُّهُمُــو فُرسَانــًا فَقَــدْ رَكِبُــوا!
حَـدَّ السِّيُوفِ فَمـَا لَانُوا وَمـَا نُكِبُـوا
يَاربُّ سَدّدْ عَلَى الصّهيُونِ رَميَتَهُمْ
واخْزِي قَطِيعـًا لِأمرِيكَا لَهـَا انْقَلَبُوا
وَهَـبْ لَهُـمْ قُـوّةَ التّمكِـينِ مُؤتَـزِرًا
بِالنّصـرِ مَــنْ لَهُمُــو إلّاكَ يـَا وَهِــبُ
فَكُنْ إلَـٰهي لَهُـمْ وَاحْمِي ظُهُورَهُـمُ
مـَا جَــدَّ بـَاغٍ بِهمْ أو خَانَهُمْ عَـرَبُ
وَاشْـفِ صُـدُورًا لَنـَا تَمَزّقَـتْ أَلَمـًا
مِـنْ ذُلِّ حُكّامِنـَا الْأنْذَالُ تَنْتَحِـبُ
📝د. سلطان الوجيه
١٨/١/٢٠٢٤م.