مَنْ طَبْعُهُمُ الْغَدْرُ
ساكِنٌ في الْمُشْتري مع إخْوَتي
بينما تسْكُنُ نِبْتونْ أمّتي
وَلِهذا لا ألومُ الأَجْنبي
أوْ أشقّائي وحتى مِلَّتي
إنَّنا نَحْيا هُنا في الْمُشْتري
دونَ ماءٍ قَلَمٍ أوْ دَفْتَرِ
إنّما بالْعِزِّ نبْني بيْتَنا
في كُهوفٍ أوْ خِيامٍ تهْتَري
كيْفَ للْإِخْوةِ أنْ يسْتقْبِلوا
خبَرًا مُشْتَركًا أوْ يُرسِلوا
يا تُرى ما وضْعُكمْ يا إخْوتي
أتَمَنّى وَضعُ نبْتونْ أفْضَلُ
لسْتُ أدْري هلْ أراني حالِما
وَبِنصْرٍ فوْقَ أرضي واهِما
رُغْمَ جهْلي بالَّذي يجري لَكمْ
لمْ يَزلْ حُلْمُ فُؤادي قائِما
يا أَشِقائي إذا يومًا غزا
أرضَكُمْ إبليسُ ظُلْمًا واعْتدى
فلْتَهُبّوا أبدًا لا تَصْمُتوا
ليْتنا نعرِفُ أيْنَ الْمُلْتقى
إنَّنا كُنّا سَنأتي للْوَغى
كيْ نُذيقَ الْعِدا طَعْمَ الرَّدى
بيْدَ أنّا لا نعي أحوالَكُمْ
رُبّما صِرْتُمْ عبيدًا لِلْعِدا
اسمَعوا إنْ تسْمَعوا في الْمُشْتَري
كُلُّنا نَرْفُضُ وُدَّ الْمُفْتَري
ليْسَ مِنا مَنْ يَوَدُّ المعْتدي
وَمِنَ الْغاصِبِ ذُلًّا يشْتري
إنَّنا يا إِخْوتي في مِحْنةِ
والَّذي يشْتُمُنا مِنْ سُنَّةِ
بعْضُنا يُصَفّي بَعْضَنا
دونَ خوفٍ مِنْ نزولِ اللّعنةِ
وأَنا أَعْذُرُكمْ إذْ أَنَّكمْ
جُبَناءٌ قدْ سلوْتُمْ دينَكُمْ
وَرَكعْتُمْ لِلْأَعادي ذِلَّةً
وَعبدْتُمْ وَيْلَكُمْ شيْطانَكُمْ
واعْلَموا أَنّي بِصِدقٍ أعْلَمُ
وافْهَموا أَنّي بِحقٍّ أفْهَمُ
عِشْقَكُمْ للْحُكْمِ لوْ مِنْ أجْلِهِ
تَقْتُلونَ الْكُلَّ حتى تحْكموا
ثُمَّ إِنَّي دونَ شكٍ أعْرِفُ
أَنَّكُمْ عِندَ الْوغى لنْ ترْجِفوا
وَتُريدونَ بِجِدٍ دعْمَنا
في تَحَدٍّ لِعَدوٍّ يُقْرِفُ
وَلَعلَّ الْبُعدَ عنّا المانِعُ
فهُوَ الْفاصِلُ بلْ والشافِعُ
وَلَعلَّ الْخوْفَ مِنْ أعدائِنا
وعلى المُمْتلكاتِ الرادِعُ
على كُلٍّ لَكُمْ أَعْذارُكُمْ
طَبْعُكُمْ الْغَدْرُ بلْ أقْدارُكُمْ
وَلِهذا نَجَحوا في جَعْلِكُمْ
عُمَلاءً عُمِيَتْ أبْصارُكُمْ
(المشتري ونبتون كوكبان
في المجموعة الشمسية)
د. أسامه مصاروه