مطلع روايتي غربة الرّوح
✍🏻✍🏻✍🏻
كانوا كشجرات متبرعمة آملة بمستقبل
مزهر وورود متفتحة
اختفى عنها ضوء القمر اختفت عنها
أشعة الشٌمس الذّهبية
تمّ وأد آمالهم تم وأد أحلامهم
تم وأد أرواحهم قبل أن ترى النور قبل أن
تتفتح أزهارهم فقد كانوا فريسة للجهل
والتخلف فريسة للعادات البالية والتقاليد القاتلةفقد عاشوا بفراغ مظلم أرواحهم حائرة مكبوتة تتوق للحرية تتوق للحبّ والإبداع تتوق للأمان
تتوق لأن تغرد كالعصافير في سماء الرّبيع فقد عاشوا في شتاء مظلم موحل لا نهاية له كانوا في غرق وضمور فغمر الحزن والأسى عيونهم حتى انفجرت ينابيع الدموع كالأنهار مشكّلة شلّالات ساخنة تحرق بلهيبها كل كيانهم
تنهمر تلك الدموع من وجع صفعات قاسية
تهشم منهم الفؤاد والكيان
فلا يتوقف الشتاء المظلم ولا تتوقف
فيضانات عيونهم التي تعكس جمال أرواحهم المكبوتة أرواحهم المغتربة أرواحهم المحبوسة في زجاجة لجية من الظلم والحرمان
أرواحهم مغتربة في عالم غريب تبحث
عمن يشبهها تبحث عن بيئة ملائمة
تحتوي وتحضن إبداعهم تحتوي آمالهم وأحلامهم العالم من حولهم فارغ
خالي كأنه سراب ووهم قاتل يهيمون
بحثا وأرواحهم حيرى
ينظرون إلى أحلامهم الممزقة المغتربة
عن واقعهم المؤلم فهم غرباء في هذه الدنيا الجراح تنزف بين أضلاعهم بكبت لا أحد يشبههم لا أحد يشبه ذلك النقاءويسألون أنفسهم في جلسات تأمل مع الذات ومع الله ومع هذا العالم الغريب يشهدون حالات صراع مع الرّوح وهذا الكون المتقلب الألوان والفصول إلى أين ينتهي بهم المطاف؟!
وإلى أين ستأوي أرواحهم ؟ فلا وجود لمكان ملائم يحتويهم ويشعرهم بالحب والأمان والسلام
يشعرون بغربة مؤلمة قاتلة فهم أجساد
بلا أرواح أرواحهم معلقة بالسماء
حتى أصبحت أجسادهم تصارع الواقع وتنفر منه وتستشدي الخلاص
عزيزي القارئ موضوعي لا يخص سوى أصحاب الأفكار الحائرة المغتربة في حياة لا تنتمي إليها وتعيش في غربة قاتلة وألم كبير في واقع لا تسيطر عليه إلا المادة والمغريات
بقلم الروائية :مانيا السيد إلى موعدالفصول