القَبْضَةُ الخَمْسُون
.. تَكَسَـــــــرَتْ نِصــــــالٍي ..
تَمَرَدْتُ عَلَىَ حَالِي وَزَهَدْتُ فِيما بَقِي من العُمُرِ
تَكَسَرَتْ نِصالٍي وَلَمْ أَنَلْ فِي حُرُوبِي مِنْ نَصْــرِ
بَرَى الدَّهْرُ جِسْمِي وَكُنْتُ فِيـــمَا مَضَى مِغْوَارَا
وَ قَدْ شَابَتْ ذَوَائِبِي وَقَدْ كَانَتْ كَظُلْمَةِ الحِـــبْرِ
هَكَذَا تَفْعَلُ الدُّنْيَا بِأَهْـــــلِهَا قَالَهَا المَسِيـحُ يَومَا
لَنْ تَنَلَ كُلَ مَا تَطْلُبُ فُالدُّنْيَا عَطَـايَاهَا جَــــــمْرِ
وَ لِلَّهِ مِنْ صُحْبَةٍ مَا جَـــــــادَ الزَّمَـانُ بِمِثْـــــلِهِم
طَوَىَ اللَّيلُ اِجْتِمَاعَنَا وَ كَانُوا لِي جَلِيسَ السَّمَـرِ
وَ فَــــــــــارَقَنَا أَحِبَـةُ كَانُوا لِرُؤوسِنَــــــا تِيجَـانُ
وَ المَوتُ سَهْمُ إِنْ أَصَابَ فَـلَا مَهْـرَبَ مِنْ القَــدَرِ
وَ قَــــــــلْبِي قَـدْ نَزَعَ الوَهَنُ لُبَهُ وَ تَهَتَكَ سِـتْرٌه
قَدْ وَلَىَ زَمَنُ الشَّبَابِ وَ يُرَافِقُنِي مَشِيـبِي لِلقَــبْرِ
بِقَــــــــلَمِي
مُحَمَد السِّويدِي