لن أكتب لغزة
***
لنْ أكتُب لِغَزّة
فَغَزّة
ليْسَتْ خَبَرًا عَابِرًا
فِي شَرِيط الأخبَار
بَل وَجَعٌ مُقِيمٌ
فِي خَاصِرَة الليَالِي
تَرَى المَوتَ
.... ثُم تَضحَك
وَتَمْشِي لِلحَيَاةِ مِن جَدِيد
***
لنْ أكتُب لِغَزّة
لِأنّ القصَائِدَ
تُولدُ فِي حُضنِ الدِفءِ
وَغَزّة
تُنجِبُ الحُرُوفَ مِن رَحِمِ البَارُود
فَتَمْضِي القصَائِدُ
عَارِيّة تَبكِي
***
لنْ أكتُبَ لِغَزّة
فَكُلّ القَصَائِدِ
حَاوَلتَ أنْ تَصِفَ غَزّة
والحَجَرُ الذِي احْتَضَنَ الدّم
سَيُزهِرُ
وسَيَنبُتُ مِن أنقَاضِهِ
مَآذِنَ
ومَدَارِسَ
ومُستَشفَيَاتٍ
وَحِكَايَاتٍ
وَأغَانِي
***
لنْ أكتُب لغَزّة
لأنّ حُرُوفَ القَصِيد
تَخجَل وتَتَوَارَى
خَلفَ دُخَان البُيُوت
وتَخشَى ....
.... أنْ تَخُونَ
وَجَعَ النَّاجِينَ
***
لنْ أكتُب لِغَزّة
لأنّ القصَائِدَ مَذعُورَة
تَصِيحُ مِن فرْطِ العَجزِ
وَلن تَقُولَ شيئًا
فَمَن يَملِكُ أنْ يُدَوّنَ
.... صَبرَ العُيُون ....
التي تُوَدّعُ دَفَاتِرَ العُمرِ
بِصَمتِ الأبطـَال فِي غَزّة
***
لنْ أكتُب لِغَزّة
فَغَزّة ليْسَت قصِيدَة
كُلّ الكلِمَاتِ صَارَت بِلَا أوتَار
وَكُل المَعَانِي
تَشرَبُ مِن دَمعِ غَزّة
.... وَلا تَرْتَوِي ....
فَفِي صَمتِ القُلوبِ
نَقشتُكِ أيَا غَزّة وَطَنًـا
وَفِي كُل نَبضٍ
.... وشَهْقَةُ أُمٍ ....
تُقسِمُ أنّ طِفلهَا عَائِدٌ
***
لنْ أَكتُب لِغَزّة
فَكُلّ الكَلامِ يَخجَل
وَكُل الشِعرِ نَاقِصٌ
كما صَمتُ الأبْطَال
.... فَارْفَعِي ....
أيَا غَزّة جُرحَكِ رَايَةً
وَاجعَلِي مِن الشَظايَا أنَاشِيدَ فَخرٍ
وَعَلمِي العَالمَ أنّ الصَمتَ خِيَانَة
.... وَالصَّبرُ ....
ليْسَ سُكُوتًا بَل شجَاعَة
***
لنْ أكتُبَ لِغَزّة
حَتى يَصرُخ القصِيد
أيَا عُيُونَ النَّدَى
يَا جَسَدًا مِن نَارٍ وَطِين
.... يَا سَيفًا ....
فِي غِمدِهِ أو مَسلُول
مَازِلتِ تَقِفِينَ
وَتُعَلمِينَ الأنْذَالَ
.... أنّ الكَرَامَة لَن تَمُوت ....
***
لنْ أكتُب لِغَزّة
فَغَزّة
تَعرِفُ كَيفَ تَتَقَاسَمُ الرّغِيفَ وَالنَّار
وَتُلمْلِمُ أشْلَاءَ صَبَاحَاتِهَا
وَتَطرُزُ فَوقَ أنقَاضِهَا
عِلمًا
وعَلمًا
ولحْنًا
وأغنِيّة
مِن طلقَةُ بُندُقِيّة
***
لنْ أكتُبَ لِغَزّة
وَالقَصِيدُ تَكتُبُهُ
أمٌّ تَصرُخُ كُلَّ فَجرِ
كمَا شَجَرَةُ زَيتُونٍ تُقاوِمُ
وَطِفلٌ يَرسُمُ لِغَدِه وَطَنًا
.... مِن حِجَارَة ....
يَرسُمُ فلِسطِينَ
وَ
يُشيّدُ بِأرضِهَا عِمَارَة
حِينَهَا فقط سَأكتُبُ لغَزّة
***
عزالدين الهمامي
بوكريم / تونس
2025/04/14
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .