تُرَى هلْ فُؤادي عاشقٌ أو متيَّمُ
يعاني بلا ريبٍ يقاسي يحطَّمُ
فيا إخوتي إنّي شغوفٌ ومغرمٌ
أهذا ودادٌ أم هيامٌ محرّمُ
صحابي تمادَوْا في ملامي وأعرضوا
وجوههمُ عنّي جهارا وأَحْجَمُوا
وقالوا كلاما يجرح القلب لاذعا
كلاما بلا ريب ذميما ويُفْحِمُ
فقالوا أما ألْفيتَ بنتا بحيِّنا
أما زلتَ تهواها قريبا ستندمُ
أجبتُ بصوتٍ جَهْوَرِيٍّ معبّرا
وما شأنكم هذا فضولٌ مذمّمُ
وقد قيل من يَنْدَسَّ في أمر غيره
يُعَدَّ فضوليا يجافى ويُشْتَمُ
أترضى لشخص أن يعيش مرارة
وأن يكتوي ظلما بنارٍ ويُهزَمُ
أما زلتَ تلقى لذةً في شقاوتي
تعيش انشراحا في حبورٍ وتنعمُ
فأَبعِدْ نِبالَ اللومِ عني فقد غَزَتْ
فؤادي وما زالت رماحك تهجُمُ
ألا تهتدي يا من يريد أَذِيَّتِي
فذاك طريقٌ شائكٌ بل مُعَتَّمُ
ألمْ ترتدِعْ عن خصلةٍ صرتَ غافلا
تناسيتَ ما قال النبي المعظَّمُ
أما قال لا تظلمْ ضعيفا ومعوزا
ولا تحتقر عبدا عزيزا يُكَرَّمُ
ولا تطْغَ في الدنيا وكن ذا تواضعٍ
فمن يبْغِ في أرضٍ فسادا سيُكْلَمُ
تعامل مع الباغي بأرقى تعاملٍ
تنلْ راحة حتما ستنجو وتسْلَمُ
ولا ترْجُ خيرا من قَتورٍ وممسكٍ
فهل نرتقي بالشح أم هل نُقَدَّمُ
أزالوا قناعَ الكبرِ أشرق فكرهم
بعقلٍ منيرٍ أدركوا بل تفهَّموا
وقالوا دَعِ الحسّادَ عشْ في تنعُّمٍ
ألا إنَّ إرضاء الورى ليس يلزَمُ
فهد المغربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .