**النهر العاشق**
يا نهرَ حبٍّ في العروقِ مسافرٌ
بينَ الضفافِ، كعاشقٍ متحيرِ
يروي الحكايا للعذارى بلمسةٍ
من نسمةٍ، تسري كحلمٍ أخضرِ
ينسابُ حُبًّا في الحقولِ كأنّهُ
وعدُ السماءِ لروحِ أرضٍ تُزهرِ
يرمي النوايا الطيباتِ كأنّهُ
عطرُ الصباحِ على الندى المستبشرِ
كم ضمَّ قاعُك من قلوبٍ ضائعةٍ
أتت إليك بكلّ عطرٍ أزهرِ
قد كنتَ تسكنُ في السكونِ مودةً
حتى ثملتَ بحبّ طيفٍ عابرِ
أغريتهُ بتغزلٍ وهمستَ لهُ
"يا عاشقَ الفجرِ العميقِ تقدَّرِ"
فتدفقتْ أشواقهُ فتراقصتْ
كلّ الضفافِ، وأنتَ لم تتأخرِ
يا نهرَ عشقٍ، هل ستبقى مغرمًا
أم هل سترحلُ في السبيلِ الأعسرِ؟
تذرو حكاياتِ الغرامِ كأنّها
أحلامُ ليلٍ غافلٍ في محجرِ
يا ليتني طيفٌ صغيرٌ ضائعٌ
في عمقِ عينيكَ الحنونِ الأنضرِ
أسقيك من صبري وأحيا فيك ما
قد عشتهُ من حزنِ دربٍ مقفرِ
أشتاقُ في عينيكَ شمسًا هادئةً
تروي ليَ الأملَ الحزينَ وتوقظُ
بقلمي " هدي شوكت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .