بيوت في مهب الريح
لما بنينا بيوتنا من صفيح
شحذت عليها سكاكينها الريح
ولأن أوراق أشجارنا صارت قش
في ميدان عروبتنا الفسيح
عقدت مجاميع العواصف اجتماعا
وسلت سيوفها بقرار صريح
وأوصت كتائب الذل توصينا بالصبر
على جريان دمناالسفيح
وكأنها عرَّافات تتنبأ
وتضرب الأقداح لتقرأ لنا
مستقبلنا بالموت النجيح
كأنها تنبؤات ورثتها
عن كاهن العرب سطيح
تقول هذا واقع لابد أن تألفوه
وتحفر لأطفالنا الف والف ضريح
ونحن ننتظر ماذا سيأتي بعد
وتلك الكلاب تلعق دمنا مع كتائب الريح
نحتضر وهي تعللنا بالموت
وأوراقنا ورمالنا تلعب بهما الريح
فقلت ألم تقولوا أنكم حراس الحمى
من كيد العواصف
أليس هذا صحيح
سبعون عاما من عظام أبنائنا وبناتنا وأخواتنا
والاف من النعوش طوال الأعوام لاتستريح
لمَ تقيدون على أيادينا يا أذناب الريح
وتقيدون حريتنا ماذا جرى
أيها الحامي الكسيح
لماذا صرت تعوى وتحرك ذيلك
بالخضوع والنبيح
وتجر أذيالك وراء أسراب الريح
أما تري كم
طفلا صار بسكاكين هبوبها ذبيح
وشيخ من سيفها جريح
وفجر قاتم بغبارها طريح
وتدمر في أرضك كل ماهو مليح
أما زلت تكيل لها المديح
تبا لك إن كنت صحيح
متى يصدرمنك فحيح
وتصد به هبوب الريح
بقلم :عبد الحبيب محمد
ابو خطاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .