بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 25 أكتوبر 2024

أشجان عربية. بقلم الراقي عمر بلقاضي

 أشجانٌ عربية

عمر بلقاضي / الجزائر

إلى العروبة المُتخاذلة زمن الضّيم

***

القلبُ تَنهَشُهُ الهمومُ وتَجْرحُ

دَعني أوضِّحُ ما أحسُّ وأشرحُ

أحلامُنا صارت تُداسُ فَسَائِلا

ما عادَ ينمو للحقيقة مَطْمَحُ

نَصْبُو لآمالِ الكرامةِ تارةً

فالقلبُ يَرجُو والجوارحُ تجمَحُ

لكنَّ فُرقَتنا تَصُدُّ طُموحَنا

وتُعِيقُنا عِلَلُ الجَوَى وتُطَوِّحُ

فقد ابْتَعدْنا عن هِدايةِ دِينِنا

أبداً فلا يُجْدِي العروبةَ مُصلِحُ

مَنْ للعقيدةِ في ظلام نُكُولِنا

الجيلُ أضحى خائباً لا يُفلِحُ

أعرابُنا خانوا القضيَّة وَيحَهم

العارُ يَركبُهمْ ولم يَتزَحْزَحُوا

سُحقاً لعرشٍ خائنٍ مُتخاذِلٍ

وأخو العروبةِ في الجِوارِ يُذبَّحُ

غزَّاءُ تَشجُبُ بالدِّماءِ عُروبةً

بين المهانةِ والفَنَا تَترنَّحُ

وبنو الجنوبِ تناثرتْ أشلاؤُهمْ

لِتعيبَ رَهْط الخائنينَ وتفضَحُ

فعُروبةُ الجيلِ الذَّليلِ فضيحةٌ

في عالمٍ داسَ المكارمَ تُبْطَحُ

فتَرَى الشُّوَيْخَ مُوالياً أعداءَنا

بمُصابِ من راموا الكرامةَ يَفرَحُ

وترَى المُثقَّفَ عابثاً مُتغافِلاً

أو يَستفِزُّ الصَّامدينَ ويَلْفَحُ

وترَى الشُّوَيْعِرَ لاغِياً مُتكسِّباً

يُعْلِي عُروشَ الإنبِطاحِ ويَمدَحُ

وترَى الشَّبابَ مُسفَّهًا يقفو العِدَى

ألِفَ السَّفاسِفَ والهوَى لا يَطمَحُ

وتَرَى الجيوشَ وما لها من آخرٍ

تحتَ المذلَّةِ والمهانة ترْزَحُ

دُكَّتْ مَآثِرُنا التي كنَّا بها

نَزْهو ونَفخرُ في الوجودِ ونفرَحُ

وتَدنَّستْ أخلاقُنا وتكدَّرتْ

ما عادَ فيها للكرامةِ مَلْمَحُ

نَقَشَ الوَرَى في الأرضِ عارَ عُوارِنا

فنُكُولُنا زَمَنَ الفِدَا مُسْتَقْبَحُ

لولا الرِّجالُ الصّامِدونَ لما نَجَا

لبني العروبةِ في البَسيطةِ مَطْرَحُ

طوبى لكلِّ مُقاوٍمٍ يَحمي الحِمَى

واللهُ يُعْلِي الثَّابِتين .. ويَفتَحُ

هوامش :

فسائلا : جمع فسيلة وهي الشُّجيرة الصّغيرة

مطرح : مكان ومجلس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

كرة بقلم الراقي نعمة العزاوي

 كرةٌ: بَصُرتِ البَصرةُ مَلحمةً لا تُولِيها قَفَاك حَدِّق بِأُمّ البَسَالةِ فَذَا بِثَبَاتِ خُطَاك كُرَةٌ رُكِلَت مِن هُنا وَأُخرى تَاهَت هُ...