بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2024

الأربعينية بقلم الراقي عامر زردة

 الأربعينية :

إلى كلِّ من تعلَّقت بشاعرٍ وفتنتهُ وأخذت منهُ أجملَ أشعارهِ وعصارةَ فكرِهِ وإحساسِهِ ؛ وعندما وصلتْ إلى مبتغاها تحولتْ إلى غيرهِ وما أكثرهنَّ سادتي الأفاضل 

كتبت :


لقد أهديتُ شـعـريَ ذاتَ عـشــقٍ

لمنْ وُصِـفَـتْ بـشـاعـرةٍ كـبـيـــرهْ 


أشــاروا بالـبـنـانِ ومـا استـبـانُـوا  

وقـد جـهـلـتْ مـعـانـيـهـا الوفيرهْ


وما عَـرفتْ شـفـاهُ الحـسنِ يوماً 

قـراءَتَـهـا ؛؛؛؛؛؛؛ وما كانتْ جَديرهْ 


مـعـارضـةٌ لـعـنـتــرةٍ وأخــــــرى 

مـجـاراةٌ لأوصـــــافٍ مُــثـيـــرهْ


ولـلـحــلَّاجِ صـوفـــيـاتُ عـشـقٍ 

وللأعـشى ؛؛؛؛؛ وأشـعـاري غزيرهْ 


وأعـجـبُ يـا رفــاقي مـن غـرورٍ 

وإنـكارٍ لـفـضــلـيَ مــن حـقـيــرهْ


تباهـتْ وازْدَهَــتْ فــي كـلِّ ساحٍ 

ولــمْ تَـنْـسِـجْ أنــامـلـهَـا الغَـريـرهْ


لحُـسنِكِ علَّقُوا ؛؛ ولحُسنِ شِعري 

فـيـالـكِ مِــنْ مُـخـادعَـةٍ قــديـرهْ


لـقـد أثْـــرَوكِ مــدحــاً بعدَ مـدحٍ 

وأنـتِ مـن الـثـراءِ كـمـا الفـقيرهْ


لـقــد غَـرِقَـتْ بـبـحـرِ الشِّـعـرِ لمَّا 

أَتَـتْ لـتَـخُـطَّ أبـيـاتــاً كـسـيـــرهْ

 

ومـا عَـرَفَـتْ مـن الأشـعارِ شـيئاّ 

وعـيـنُ عـلـومِهَا لـيـستْ بَصِيرهْ


نَسَـبـتِ الشِّـعرَ لستِ كما أشَاعوا 

بـشـاعــرةٍ ؛ ولا حـتَّــى صـغـيـرهْ


وقـلـتِ لـهـم : لـقـد ألقيتُ شِعري 

عـلى سـجـادِهِـم وهـيَ الحَصيرهْ


فـنـامي بـيـنَ مـن جـهلوا وكوني 

كـجـاهـلـةٍ ؛؛ وضَـاهي بالضَّـفيرهْ


وهـيـمـي فـي الـمـفـاسدِ لا تُبالي  

عـيـونُـكِ مِـنْ مـفـاسِـدِهِم قَريره


ومـنـكِ خَـلِـيْـلُـنَـا قـد مـاتَ قَـهراً 

كـذلـكَ سِـيْـبَـويْـهِ مـع الـمُـغِـيـرهْ


لـقـد أسـرفــتُ يــا أهـلـي وإنِّــي 

نَـدِمـتُ وفِـعْـلَــتـي جداً خطـيرهْ


لـقـد أهـديـتُ أشـعـاري وفـكـري 

لـمنْ نَـكَـرَتْ وَحُـمِّـلْتُ الجَـريــرهْ


فـكـيـفَ تـَشـنُّ سَـارقـتـي حروباً 

عـلـى الشُّـعـراءِ وهـيَ بلا ذَخِيرهْ 


لـقَـد تَـرَكـتْ ظِـلالـيَ يـارفـَــاقـي

وسَــارتْ لـلَّـذي عَـرَفـَـتْ هَـجِيرهْ


فـوا ألـمــي عـلـى مـا ضـاعَ منِّي 

وأعجبُ كيفَ لمْ أعرفْ مَصِيرَهْ ؟


وكـمْ كـَسَـرَتْ شُـعـوريَ آلَ وِدِّي 

ولـمْ أجـد اعـتـذاراً أو جَـبِـيـْـرهْ


سـلـوا هـذا الـمَـدى عـنِّـي وعنها 

بَـدَتْ بـمـحـيـطيَ العَاتِي جَزيرهْ


وَخُضت عُبَابَ بحريَ دون خوفٍ 

وأنتِ على الشَّواطئِ في نــقِيرهْ


لـقـد مـرَّ الـقـلـيـلُ على قَصِيدي

وصَـفـحـتُـهَـا جـمـاهـيـرٌ غَـفِيرَهْ


وكـنـتُ ولـمْ أزلْ بـالـشِّعرِ أشْدُو 

نَـقِـيَّ الـقـلـبِ مُـنْـبَسِطَ السَّريرهْ


ونَسْـجـي واضـحٌ مِـنْ غيرِ لَـبْسٍ 

كما الشَّمسِ المُنيرةِ في الظَّهيرهْ


فـمـالـي حـيـلـةٌ والـغـدرُ قـــاسٍ 

فـقـدتُ مـن القساوةِ ذي عـبيرَهْ


سـتـبـقـينَ الـجـهـولـةَ دونَ شَكٍّ 

وأنَّـكِ صِــرتِ مِـنْ زَهْـوٍ ضَـريرهْ


سـلـوهَـا عـن بـحـورِ الشِّعرِ يوماً

فـلا عَـرَفَتْ ولا فَـقِـهَـتْ يَـسيرهْ


وكمْ قـالـتْ : لـشـعريَ صـولجانٌ 

فـمـا صــدَقَـت ولا كـانتْ بَصِيرهْ


أمـورُ الـشِّـعـرِ والإحساسِ شـيءٌ 

عـظـيـمٌ أنـتِ لـسـتِ بــهِ خَبيرهْ 


فقدتُ مِنَ الأسَى عَقْلي ورُشْدي

وهـذا الـغُـبْـنُ لـمْ أعــرفْ نَظِيرهْ


أَثــَرتِ فــؤاديَ الـمُـضنى بـفـعلٍ  

كـما هـيـجـتِ مِـنْ لـفـظٍ زفيرهْ


فـَـــقَــد زالَ الـــوِدادُ فكيفَ حقًَاً 

يــعـودُ لـنــاكــرٍ ؛ حـتَّى نَـقـيرهْ


يَدِي في الحُبِّ طولى لاتضاهى 

يـداكِ بـمـا ذكـرتُ هـي القَصيرهْ


حـروفـي أنـجــمٌ ؛ والـبـيـتُ بَدرٌ 

ولا عـجـبٌ ؛ هـي الشُهُبُ المُنيرهْ


أنـا شـخـصٌ تـعـلَّـق فـي سَــرابٍ 

وصـارتْ كــلُّ أشـعـاري مَـريــرهْ


وأفْـرِشَـتِـي غَـدَتْ شَـوْكَاً قَـتَادَاً

بِـفـِعْـلَـتِـهَـا ؛؛؛ وقـد كانتْ وَثيـرهْ


فلا تــتـأمَّــلـي فــالـحَــقُّ أولــى 

ولــو سَـمَّـوكِ مِـنْ بَعدي سَـفِيرهْ

عامر زردة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

عصا السنوار بقلم الراقي عبد العزيز أبو خليل

عصا السنوار الصَّبْرُ أقْوى منْ لهيبِ النارِ والعزْمُ يكْمنُ في عصا السِّنوارِ يا أهْل غَزَّة ما حكاية عزْمكمْ فالنَّصْرُ يعْلو في ربوع...