سلطنة الصعاليك
قصة قصيرة
بقلمي : طه هيكل
أبحرت في رواية
من خمسمائة صفحة
على مدى ثلاثة أيام
غرقت في تفاصيلها
عشت أحداثها
لحظة بلحظة
أنا البطل
كأنه يرويها لأكتب عنه
مؤلفاته بلغت المائة إلا قليلا
حياة الصعلكة استهوته
فصار سلطان الصعاليك
تناولت طعامه حتى الذي لايروق لي تناولته على مضض لأجله
ضحكت معه قليلا
نزفت حزنه كثيرا
شاركته العزاء في أمه
لعنت أباه معه عدة مرات
ما أبشع الضيم
تجولت معه
سارقا محترفا
نصابا خائبا
ساعدته في إيجاد قداحة
كاد يجن عند افتقاد مصدر يشعل
معه سيجارته الرخيصة
دخلت معه السجن
رحلت معه من مدينته الكئيبة
إلى مدينة النور والظلام
والفسق والاتزان
الانحراف والعدل
استرقت السمع وهو يحاول التخطيط لسرقة اسطوانة غاز لتفجير منزل صديقته التي خانته
لكنني صرفت نظره عن الموضوع حين أغلقت الكتاب لأتأمل المشهد
فينصرف بعدي إلى ركن في مستشفى المجانين ذهب إليها عامدا ليضمن طعاما ونوما
ولكن كيف يحصل على الكيف
استشارني في الأمر
طالبا العون
أعطيته مائة درهم
دسها في جيبي مرة أخرى
ووجه لي لكمة في وجهي
لازالت الدماء تنزف من أنفي منذ مات في عام 2003
أي أنه مات قبلي بعشرين عاما
طه هيكل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .