**حين يزهرُ الألم**
حِينَ اشتعلتِ القريةُ كَاللهبٍ،
ورَقصَ الرصاصُ على جِدرانِ الخرابِ،
تَبَعْثَرَت الأحلامُ في لُجَّةِ الدخانِ،
وصارَ واديُ الجانِ وطنًا للسرابِ.
في جِرْحِ الأرضِ، يتفجَّرُ صدى الآهاتِ،
والأوجاعُ تتراقصُ كَأشباحِ ليلٍ طويلٍ،
مِن جنوبِ الأرضِ إلى غربِ اليمنِ،
تَتَجَلَّى الأنفاسُ كَنَبضٍ ثقيلٍ.
حِينَ يُصْبِحُ الإنسانُ بلا سماءٍ ولا بيتٍ،
ولا خبزٍ يُطْفِئُ جوعَ السنينِ،
يَنْطَفِئ الإيمانُ في زوايا الرُّوحِ،
وتَتَلاشى وعودُ النجاةِ كَسرابٍ حزينٍ.
لَكِنْ مِن عُمقِ الألمِ، يَنْهَضُ الأملُ،
كَشرارةٍ تتحدى ظلامَ السنينِ،
وتَحتضِنُ الأرضُ وجعَ المكانِ،
وفي حِضنِ الجراحِ يَشْرَقُ اليقينُ.
فلنَحْمِلْ مَعًا شَعلةَ الحياةِ،
ونَنسِجْ مِن الرَّمادِ خيطَ ضياءٍ،
فلعلَّ الأوطانَ تعودُ لنا مِن جديدٍ،
وتُزْهِرُ في القلوبِ سنابلُ البقاءِ.
الأثوري محمد عبدالمجيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .