بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 11 أكتوبر 2024

مجنونة هي بقلم الراقي صالح أبو عاصي

 مجنونةٌ هيَ


أيٍّ تكنْ ما دمتَ فوق ترابها

      وملأتَ صدركَ من زفيرِ هضابها

والبدرُ يسبي ناظريكَ بحسنهِ

      والشمسُ تُهدي إليكَ من إيهابِها

والنجمُ يضحكُ والسماءُ مثيرةٌ

        كل النجومِ وقفنَ في أعتابها

لا بُدَّ إلّا أن تثيركَ نجمةٌ

        وتحبُ ومضتُها ولونَ خضابها

وترى الظلامَ بدونها لا ينتهي

         وتحسُّ أن النورَ في أهدابها

وحبيبتي نجمٌ تملَّكَ خافقي

        لجمالِ وجنتها وحسنِ خطابها

ولصوتها وقعٌ يُحرّكُ خاففي

         لو كانَ ميتاً بالترابِ أجابها

ما كنتُ أكتبُ في حياتي قصائداً

       لبحورِ شعرٍ لم أكنْ أُعنى بها

حتى رأيتها والكتابُ بعينها

        فكتبتُ شعري من رموزِ كِتابها

هي علّمتني أن أُحيكَ حُروفها

              بورودها وهلالها وسحابها

لكنها الدنيآ التي تخلو بنا

         مذ كنتُ حيّاً والحياة أهابها

فإذا غفلتَ تنبّهتْ أحقادُها

          تأتي وسمُّ البينِ يأتي بنابها

هيَ غادةٌ تبلو النفسَ بحبّها

          وتعارُ مُعجبةٌ بحسنِ شبابها

وتُفرّقُ الأحبابَ حتّى نُحبّها

        كل القلوبِ وكل من يحيا بها

مغرورةٌ كمليكةٍ مجنونةٍ

         تقسو عليك إذا وقفتَ ببابها

تعطيكَ لكن إن طلبتَ وصالها

              تفنيكَ بين ذهابهاوإيابها


صالح ابو عاصي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

تقولين بقلم الراقي د.اسامة مصاروة

 تقولينَ تقولينَ صارَ العصرُ عصرًا لِأوغادِ بلا ذِمَمٍ حتى احْترقْنا كشمْعاتِ وَهلْ غيرَ قهْرٍ قدْ جنيْتَ وأصْفادِ بِإِنْشادِ أشْعارٍ وسيْلِ...