لا أعرف شاعرا كتب شطرا في الغزل والامتداح وشطرا في الهجاء وإن كنتم تعرفون فاذكروه لي من فضلكم
عنوان القصيدة جنون واضطراب وحيرة :
( لـيـلايَ ) بدر في الدُّجَى مُتألِّقٌ
وهيَ الظَّـلامُ الدَّامِـسُ المُـتَـداني
وهيَ الفـراتُ على الظَّـمـا لكـنـَّها
مـلـحٌ أجـاجٌ ذابَ في شـريـانـي
وهيَ النـَّسـائـمُ ؛ ما أرَقَّ هُبوبـَهَـا
وكـذاكَ ريـــحٌ دمَّـــرتٰ بـُنـيـانـي
وهيَ الوفاءُ وأصلُّ كلِّ سعـادتي
والـغـدرُ منها يـسـتَـفـِزُّ بـَـيـَـانـي
هي مثلُ نهرِ النِّيلِ عذبٌ سلسلٌ
وإذا تــثـورُ فـقـمـةُ الطـُّــوفـــانِ
وهدوؤها شيء يريح مشاعري
وجـنـونُـهـا هـو ثــورةُ البـركانِ
وهـيَ الـرِّضا ؛ ومِزاجُها مُتقلِّبٌ
وهيَ الشَّقَا من سَـالـفِ الأزمانِ
الصِّدقُ يظهرُ إنْ رأيـتـمْ وجهَهَا
ونـفـاقُـهَـا يـا سَــادتـي أضناني
ولكم تمنَّى القلبُ أن تـبقى كما
حـسـنِ الـرُّبـا والفُلِّ والرَّيـحانِ
مُتَنَاقِضاتٌ جُمِّعَتْ في شَخصِها
قـد حـيـَّرتـنـي يا أُهَـيْـلَ الشَّـانِ
وسألتُ نفسي ماالذي تبغيهِ مِنْ
لـيـلـى ؛ أجـابتْ : لغزُهَا أعياني
هي جـنَّـتـي والـنـارُ من أفعالِهَا
وأنــا الـتـَّـقِي كـتـائــهٍ حَـيــرانِ
فأنا الـذي قـد خـطَّ قـصةَ حـبِّهِ
غـنـيـتُـهـا مـن أعــذبِ الألحـانِ
وأنا الذي صَدَقَ الوفاءَ ولمْ يكنْ
فـي حُـبـِّهِ أبــــدا مــع الـخَـوَّانِ
لاتـَحـسَـبـوا كـُرهي لها متأصِّلاً
فهيَ التـي تـَجـتـاحُ كـلَّ كَياني
لاشـيءَ يـجـعـلُني أفكِّرُ لحظةً
في قُريِها لو عشت في هجران
فـلـتـسألوا كـلَّ الخـلائقِ؛ إنني
مازلت من ليلاي في الأشجانِ
قلـبـي تـأبَّى هجرَهَا ووصالَها
ويقيمُ كلَّ الوقتِ في الأحزانِ
لاتعجبوا ! فالأمرُ فوقَ إرادتي
ليلى ذَرَتـْهُ مُضَـعـضَـعَ الأركانِ
عامر زردة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .