.. صحوة متأخرة ..
قالو عنّي هرِمتَ
وبانَ على وجِهكَ
الهمُ والتعبُ
كيفَ سرقتِ عمري
منّي يا سنينِ
ومتى بانَ عليكَ الجلَدُ
أيُّها الجسدُ
بالأمسِ كِنتُ يافعاً
وبالحَواري ألهو وألعبُ
مفاخِراً بِريعانُ شبابي
ومافيهِ مِن عزمٍ وعضدُ
سألتُ عن سُرعةَ مرورِ السنينِ
وكإنَّ سؤالي فيهِ العجبُ
البارِحةَ كانَ أحدٌ
واليومُ إن سألتهُم
يقولونَ لي اليومُ أحدُ
ليلٌ ينتهي بِغفلةِ عينٍ
ونهارٌ إن جاءَ صباحهُ
يحينُ موعِدَ المغربُ
يومنا يمرُ كوميضُ البرقِ
في السماءِ قبلَ الرعِدُ
إن عدتُ في ذُكرياتي
فأولُها أجدُ طُفولتي
وأنا فيها الطفلُ المحببُ
من يُقنع الآنَ ذاكَ الطفلُ
بِإنهُ صارَ أبٌ وجدُّ
وما زلتُ أذكر مُشاكسةَ رفقتي
ونحنُ جالسينَ على المِقعدُ
واليومَ أنا جالسٌ
وعلى كتفي مُعطفي
وأمامي مدفأةٌ الحطبُ
كيفَ حالُكَ أيُّها القلبُ
أما زُلتَ حيّاً وعِندكَ دقاتٌ تعدُ
وأنتَ أيُّها العقلُ هل خرِفتَ
أم إنّكَ مُدركاً للأمورُ
وتعرفَ السببُ
نظرتُ في مُرآَةِ
وما كنتُ ناظرُها
فرأيتُ فيها من يشبهُني
لكنَّ لونَ شعرهُ ليسَ أسودُ
لا تسخري مني يامُرآَةِ
فقد صدّقتُ من قالوا
ووصلني الجوابُ
.. محمود قاسم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .