بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

دنيا خيالي بقلم الراقية رفا الأشعل

 دُنْيَا خَيَالي ..


يقسو الزّمان وغطّتْ أفقنا السّحُبُ

والأرض مادت بنا وانثالتِ الكُرَبُ


هذا الزّمانُ قسَا والهمّ جرّعَنَا

كأسًا سَقَانَا وفيها المرّ ينْسَكِبُ


أبكي على وَطَنٍ تجتاحُهُ فِتَنٌ

والغدرُ مزّقَهُ والحقْدُ والغَضَبُ


لكنّها هكذا أقدارنا حكمَتْ

خيراتنا نُهَبٌ والحقّ مُغْتصَبُ


إنّا بُلينَا بمنْ يطغى ويظلمُنَا

أبناؤنا تعبوا والبعْضُ يغتربُ


قلْ للّذي نال سلطانًا فَسَادَ بهِ

أينَ الملوكُ رَوَتْ أخبارَهم كُتُبُ


لا تفرحَنّ بما أُعْطِيتَ من نعمٍ

كم يَسْلِب الدّهرُ ما يُعطي وما يَهبُ


إنّ المنايا لنا دومًا مخاتلة

لا ملْكَ ينجي ولا مالٌ ولا لَقَبُ


تشابهتٌ ها هنا الأيّامُ توجعُنَا

مجدٌ يضيعُ وكمْ تاهتْ به العَرَبُ


مجّدٌ أضَاء على الأزمان مؤتَلِقًا

في الشّرْق والغرب من لألائه عجبُ


أبْكي على من هواهُ كان لي وطنٌ 

واليوم إنّي وبينَ الأهل مُغْتَربُ


كانتْ لَنَا خُلَسًا من لذّةٍ وهنا

ما كانَ دونَ لقاءاتٍ لنا حُجُبُ


عهْدٌ تَتوقُ إليه الرّوحُ في رغبٍ

صفَا زَمَاني وقلبي هزّه الطّربُ


واليومَ غَابَ وَ أقدارٌ تفرّقنا

ليتَ المدَى بينَنَا يطوَى فأقتربُ


ماذا سأكتبُ أقلامي تسائلُني

عن ذكرَياتٍ ومن أمسٍ مضى تَثبُ


دهرٌ تجنّى .. وسحبٌ عتّمَتْ أفُقي

والقلبُ أدركه الإعياء والكأبُ


للنّاسِ أترُكُ دُنياهُم وما رسموا

وواقعٌ حولَهُ الأهْوَالُ تَضْطَربُ


رَسَمتُ دنيا وفيها الحسنُ مكتملُ

تضيء آفاقها الأقمارُ والشّهُبُ


دنيَا خيالي بها كم لذتُ معتكفًا

فيها رُؤى وجمال رائق عجَبُ


فيها الحروفُ دواءٌ كم شَفَتْ ألَمي

فيها القوافي ككأس الرّاحِ تَنسَكبُ


هناك حيثُ يدبّ الفَجْرُ في أفُقي

مرأى تتوقُ إليه النّفسُ تنجذبُ


بالرّوح أرشفُ كأسًا كلّها أرج

خمرٌ وسحرٌ ويطفو فوقها حَبَبُ


أنسّقُ الحرفَ في روض البيانِ .. وكمْ

يَنسَابُ مثلَ لُحُونٍ .. كلّهَا طَرَبُ


روض البيانِ وفيه الزّهر مؤتَلق

حصباؤهُ درَرٌ .. كثبانه ذَهَبُ


                             رفا الأشعل 

                            على البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

من يومين بقلم الراقي أحمد رسلان الجفال

 من يومين  أنا فكَّرتُ من يومين أو أكثر  أن أجعلَ حبَّكِ يَكبر ... وأكتبَ عن عينيكِ أكثر أن أجعلَ قُبلتي قلمٌ  وأجعلَ وجهكِ الدَّفتر ... أنا...