الشَّوق
أيُّها الشَّوقُ الّذي لا أفْهَمُ
والَّذي أمْرُكَ حقًا مُبْهَمُ
يا تُرى ذِكْرُكَ يوحي بالرِّضا
أمْ بِإِحساسٍ لنا قد يُؤْلِمُ
لكَ يا شوْقُ نُفوذٌ كاسِحُ
وَسُلوكٌ بلْ وَطَبْعٌ جامِحُ
أرْضُكَ الصَّلْدَةُ شوْكًا تُنْبِتُ
وَخْزُهُ في كلِّ حينٍ جارِحُ
لكَ سُلْطانٌ على كلِّ الْورى
كَمْ أصابَ الْهَمُّ مِنْهُمْ واعْتَرى
ليْسَ للْمَرءِ مَفرٌّ أيْنما
حلَّ أوْ سارَ َوَحتى إنْ سرى
ما لَنا مِنْكَ حِمىً أوْ مَهْرَبُ
بلْ لنا مهما احْتَمَيْنا مِشْربُ
كُنْ كما تهوى سَتبْقى صَيْدَهُ
هلَّ صُبْحٌ أو تدانى الْمَغْرِبُ
لمْ تَكُنْ يا شوْقُ إلّا طاغِيا
حينما تأتي إليْنا ضاريا
كيْفَ نَنْجو مِنْ نُيوبٍ لا تُرى
كيفَ نسْتَعْطِفُ شوْقًا عاتِيا
إنَّنا نسمَعُ يا شوْقُ الْخُطى
مِثلَ لِصٍّ في الليالي قد سطا
ويْحَ قلبي مِنْ دبيبٍ في الدُجى
مِثْلَ سيْرٍ فوْقَ رملٍ للٍقَطا
داخِلَ الْبيْتِ وكلٌّ هاجِعُ
أوْ إلى الْبيْتِ مساءً راجِعُ
فجْأَةً تلْسَعُ قلْبًا عاشِقًا
بلْ وَيُسْتَهْدَفُ قلْبٌ خاشِعُ
عجبًا لا شيءَ يحمي شاعِرا
عامِلًا أو صانِعًا أو تاجِرا
مِنْ لظىً تقذِفُها يا ليْتَنا
بيْنَنا نجْعَلُ ردْمًا ساتِرا
أيُّها الشَّوقُ الَّذي قد ذلَّنا
وكوانا مثلَ قومٍ قبْلنا
كُنْ رحيمًا بالْورى كُنْ عادِلًا
قدْ هجَرْنا الصَّبرُ لمّا ملّنا
د. أسامه مصاروه