( ضباب )..
ناظم عبدالوهاب المناصير
مازالَ الوقت يُؤْذن لنــا بالحيـــاة ..
الرياح الثقيلـة تُتْعِبُنـــا ،
تَجْتاحُنــا مِنْ فوق الرؤوس ..
ومن جميع ِ الجهــات ،
الأشجار ُ تَجودُ بثمرهـا ..
من كلِّ صنْفٍ ومذاق ،
ومازالَت في فمنـا غصـةً
وحشْرجاتً سقيمةً، ضارية
تُديمُ في قلوبنـا ، حبـَّاً وكرهاً وانتقامْ
سواء بسواء ..!!
والماءُ يجري مخلوطاً من تحتنــا
مالحــاً ..
عذْباً ..
كَدِراً..
من دونِ فتور ..
وأرضُنــا تنجبُ لنـا إرثـاً يخلدُ فينا
كدمعِ يتيمٍ يتسَوَلُ ..
على قارعةِ الطريق ،نـامْ .
***
يا نسائم َ الليلِ ..
هلاّ نستفيق في بَراحَةِ الكونِ ..
مِنْ جديد ..؟
تَأملاتنا تسترقُ السمع َ
مِنْ أفواه الثُكالى ..
وكأنّ جراحاتِنا تَنْزفُ دماً ،
من فوهةِ نارٍ أبدية ..
يا لَهُ من دُخانٍ يبرقُ منهُ
الأَلمُ ..
والحزنُ ..
مزاريبـاً من ضباب ْ
***
في ليالينــا الطوال ..
قد نكون أو لا نصبحُ
فتأخذ الحَيْرةُ منـّا عنوةً
بعضَ شهقاتِ الموتِ
مسرعةً نحو مقبرة صامتة ..
سُدّت أبوابُهــا ،
كُتِبَ عليهــا الأسماء ،
نزولاً عنـدَ رَغَباتِ الموتى ،
بلا طنين العناكبِ ..
وأنين الشجر الهالك ..
وزخرفة الشواهد ،
من واجهات القبور
تتسامى الأسماءُ كلهـ،ُـا بالألوان ..
لا يُكتب لها أنْ تعود كرةً أخرى ..
أو من جديد ..٠
في عالمٍ يُرْغي ويُزْبـد
لنفوسٍ مثقلاتٍ بالدمِ والصديد .
ــــــــــــــــــــــــــــ ناظم عبدالوهاب المناصير
البصرة / العراق 21/7 /2020