.ردي على قصيدة الرائع - د . عاطف حجازي - التي مقدمتها
غمرتْ أطايبُ حُبَّكم أثوابي
وتماوجَ الفرحُ النَّديُ ببابي
لمَّا دَعاني الحُبُّ نحوَ جَنابكم
باتتْ أماسي الرُّوحُ كُلّ شَبابي
ولقدْ زرعتُ القلبَ في حَدَقِ الجَوى
وحَصدتُ روحي مِثلما العنّابِ
وظللتُ دهراً أرتدي كُنهَ النَّوى
فالحبُّ أرهقَ أحرفي وكتابي
............................ وهذا الرد..من التام من الكامل ...............
**بلت مدامع نأيكم أثوابي**
بلت مدامع نأيكم أثوابي
واعتل من فرط البكاء نخابي
وتناول الكلم الرهيب حشاشتي
لما مضى عهد الدوا برضاب
ها رتلت نوت الحداء معازفي
وترنمت لسن الجوى بأغابي
وتبخرت سحب الهناء بغربة
واستنفرت خيالة الأتراب
وتخدر فؤاد المعاني في النوى
لما رنت أخاذة الألباب
واستوحشتني لمة إذ مامضت
لاتحتفي بالأهل والأصحاب
وتسدلت أستار حب مذ غدت
مقل الرجا معصوبة بحجاب
هل يستوي عمر تحسس ضيكم
كي يستوي ليل الدجى بشهاب
قد كان وصلك للفؤاد معينه
أبلغت في وصل الفراق مصابي
وسألت عن رقد الحريق بمهجتي
فارتج من فرط السهاد جوابي
وبحثت عن خيط يقود لنجدتي
فإذا الذي دون اللقا كسراب
أبصرت مرسوم البقاء بقربكم
في بعدكم كتب الفناء كتابي
وقرأت مزمور الحياة بودكم
أحفظته في مذهبي وإيابي
لعب النوى من شقوتي بزوارقي
فتحدرت نحو الممات ركابي
وتقلعت جزر التعلل باللقا
قد أربكت جدد العناء صوابي
وتلاحقت أمواج فكر في القلى
فأهل ضيق في صحون رحابي
شبابيك بث في ظنون فتحت
وتغلقت في حزنها أبوابي
وأهل فرق بعد جمع بعدكم
وتوقفت عن سعيها أسبابي
وتماوجت نوبات وجد باللظى
مما جرى في فرقة الأحباب
وتصارعت دقات قلب في النوى
حتى بدى قيد الفراق نحابي
ماكنت أدري أن موتي دونكم
ياويلتي سفح المشيب شبابي
قد كان ظني أن يدوم ودادكم
ماكان ظني جفوة بغياب
قد ذقت حلوا في أوان وصالكم
في صدكم صار المرار شرابي
قد زبت من فرط الصبابة والهوى
ياحيرتي في هجركم وعذابي
قد كان قربك مثل أحلام الكرى
ياليته حين الردى وحسابي
هذا خضوعي والجفاء أذلني
فاشفق على قلبي ولو بعتاب
محمود عبد الخالق عطيه
6 - 3 - 2021