سأفشي لكم سرا *
--------------
الحسن عباس مسعود
--------------
وإنــي خـفـيفُ الــوزنِ إن يـعـلنِ الـشعرُ
ويـبـدو يَـراعِـي مـثل مـن مـسَّهُ الـسحرُ
وقـلـبـي جــوادُ الـبـرقِ لا يُـمْـهِل الـمـدى
ولا يـخـذل الـفـرسانَ أو مــن مـعا كـروا
وقـوسـي بــه صــرفٌ إذا سـهـمُهُ مـضى
يـصـيبُ الـمـعاني حـيـثُ لا يـنفع الـسترُ
سـأفـشـي لــكـم ســـرا خـبـيئا بـجـعبتي
ومــا حــظ مــن غـابوا إذا فـاتهم سـر ؟
فـإنـي رفـيقُ الـسحْب فـي بـرجها الـذي
تـطـالـع فــيـه الــروضَ ولـيـسأل الـزهـر
وإنــي الــذي قــد هــز تـرديـدة الـصـدى
وبــي تـسـتفيق الـريح إن يـنعس الـبحر
ولـحـظي الــذي تـاقـت لــه أعـيـن الـمها
ومن سافروا في هجرة العشق لم يدروا
..
وقـالـوا ربـيـب الـمـجد مَــنْ دونــه تُـرى
تـــروق لــه الأمـجـاد والـزهـو والـفـخر؟
مــكـانـك يــــا شــعــري مـعـلـقة الــنـدى
عـلـى صـدرهـا تـبـدو ويـهفو بـك الـعطر
أو الأفــــق فـــي فـــرْحٍ تـغـنـى بـغـبـطة
وأســتــار أفــــلاك بــهــا يــبـهـج الــبـدر
ولـمـا اعـتـراني الـشـوق يـومـا تـجمدت
بـشعري خـطوط الـريح واحـتدم الـجمر
وبــي مـن أنـين الـناي مـا يـزعج الـورى
وتـصـحو بــه أوجــاع مـن قـدَّهم هـجر
وقـــد ظـــن بــي الـجـهال يـومـا بـأنـني
ركــنـت إلــى ظــلٍ ومــا شـفَّـنِي الـشـعر
ولــــم يــعـرفـوا أنــــي لـعـنـتـرة الــفــلا
رفــيــق ولــكـنـي تــنــاءى بـــه الـعـصـر
فـــإن يـغـتـدِ الأبــطـالُ إنـــي زعـيـمـهم
وحــيـن يُـغـيـرُ الـهـولُ إنــي لِــيَ الأمــر
وتـألـفـنـي الــبـيـداء والـخـيـل والــربـى
وفـزعـة مـن خـافوا وصـعقة مـن خـروا
ولـمـا يـغـيض الـبـغي مــن خـوفه الـذي
سـكـبـنا عـلـيـه الـنـفـط أو أهــلـه فــروا
فـإنـي لـكـم خــل عـلـى الـقـرب والـنوى
وشــعـري لـكـم بــرءٌ ويـحـلو بــه الـثـغر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .