مَنْ لمهمومِ الفؤادِ..
ألا من لِمَهْمُومِ الفؤاد مسهّدُ
يعمّ الدّجى والدّهْرُ أقتمُ أربدُ
أهانَ على الأحباب سهدي وحيرتي
ومسكنهمْ في القلبِ نور وعسْجَدُ
يتعتعُني منْكُمْ هوًى باتَ آسِرًا
وبين ضُلوعي جمْرُهُ يتوقّدُ
قلُوب لنا حيْرى وكم قَدْ تساءلتْ
ألا هَلْ رضيتم ان تخونوا وتبْعُدُوا
ولا تدّعُوا صدقَ الوفاء فإنّكمْ
ظلمْتُمْ وقدْ أسْهرتُمونا لتَرْقُدُوا
ينادمني ما امتدّ ليلٌ خيالكمْ
يغازلني والأنجمُ الزُّهْرُ تشهَدُ
ويحملني شوق إليكُم يطيرُ بي
يذوبُ فؤادٌ .. في هواكُمْ مُقَيّدُ
زَمانٌ رماني بالمآسي يعينهُ
عليَّ أعادٍ لي ..حَقودٌ وحُسّدُ
رفاق وحولي في السّرورِ تجمّعوا
تبَعْثِرُهم عنّي المواجِعُ ..تُبْعِدُ
ألا لَيْتَ شِعْرِي هل أصادفُ مُخْلِصًا
فأشْكو إليهِ حسرةً تتجَدّدُ
وأشكو زمانا بالخطوب يروعني
وأشْعَلَ نَارًا في الحشَا تتوقّدُ
بلادي وقومي تعتريهم نوائب
هموم بآفاقِ السّما تتلبّدُ
ونار حروبٍ قَدْ تعالى شواظُهَا
أرى الغَدْرَ في أرض العروبةِ يُرْعِدُ
بآفاقِ بغدادَ المآسي تكاثَفَتْ
ومجدٌ لهارون الرّشيد يبدّدُ
وَفِي الشّام شَعْب كم يضام ويبتلى
فقَدْ فقدَ العيش الرّفيهَ ويضْهَدُ
حروب وزلزال وكم من مصيبةٍ
فكيفَ على ما نالهُ يتجلّدُ
أيًا شامخًا كم قد صبرت على الأذى
وساءك دهر ليلهُ طَالَ سرْمَدُ
نوائبُ لو مسّتْ جبالا شواهقا
تخرّ لها تلكَ الجبَالُ .. وتسجُدُ
وفي يَمَنٍ شعب على الهول صابر
على أرضه نار الحروبِ تُوّقَدُ
وفي القدْسِ شَعْبٌ ليسَ يفقدُ عزمَهُ
إلى حُلْمِهِ يسْعَى ولا يتردّدُ
وتمتصّهُ حرْبٌ ويطحَنُهُ العدَى
ويلقَى هوانًا ..والعدوّ مُمَجّدُ
وأبناؤنا قد فرّقَتهم مذاهِبُ
وبعضٌ لبعضٍ كالعدوّ يُهَدّدُ
وكنّا ولا شيء يفرَقُ بيننا
فصرنا شتاتًا .. شَمْلُنَا يتَبَدّدُ
قلوبٌ لنا حسرى تَذُبُ كآبَةً
وليلٌ غَزَاها سرمَدٌ يتَمَدّدُ
يغازلُني حَرْف يطيّبُ خاطري
كنورٍ ومنهُ بالضّيا أتَزَوّدُ
تنادمُني ما امتدّ ليلٌ محابري
وبعض حروفٍ كالجمانِ تُنَضّدُ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .