خيولُ المجدِ
ما للعروبةِ تألفُ الْخُطَبا
وتُعِدُّ في نَكْســاتِها الطَّرَبا
تَسْتَأْنِسُ الإذلالَ راكعةً
تجثو على ذلٍّ لَهـا انْتَسَبا
خيلٌ لَها مــاتَتْ ضَراغِمُها
وعِنانُها للرّقصِ قد سُحِبا
هَلّتْ على الماضي مَدامعَها
حَتّى رَوَتْ أَحداقُها عَتَبا
أسيافُها صَدِئَتْ بِغَفْوَتِها
أمسَتْ بأرحامٍ لَها خَشَبا
قد كانَ في أمجادِها سَلَفٌ
شَدّوا على صَهْواتِها الْقَتَبا
رَفَعوا البيارِقَ فوقَ هامَتِها
حتَّى اسْتَشاطَتْ تحتَهُمْ غَضَبا
الخيلُ تُعرَفُ من فَوارِسِها
لا مَمَّنِ اعْتادَ الْكَرى نَسَبا
مَجْدًا أقاموا من حوافِرِها
بِصُدورِها قد أشعلوا اللّهَبا
حينَ اعْتَلوا صَهْواتِها بَلَغوا
شَمسًا وصاروا بالمَدى شُهُبا
واليوم خيلُ العُرْبِ مُنْهَكَةٌ
في عَزْمِها مَجْدٌ لَنا اغْتَرَبا
هل تُرجِعُ الأيــــّامُ عِزَّتَها
ونعودُ في أمجادِها عَرَبا
أَمْ نركبُ الإذلالَ قــافيةً
ونخطُّ في ذلِّ لَنــا الكُتُبا؟
لن تُرجِعُ الأيــــّامُ عِزَّتَنا
ما دامَ عنـّا الدّينُ مُغْتَرِبا
هِيَ صَحَوَةٌ نَرجو بِها فَرَجـًا
وبِها نُعيدُ الأرضَ والنّسَبا
أدهم النمريني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .