مخطط
أخذ مخطط رشفة من قهوته، وكان عابسًا، بسبب مشاكل في عمله.
أراد أن يتمشى قليلًا في الخارج محاولًا الابتسامة والترويح عن النفس، فالتقى طفلًا طيب القلب يرتعد، فنزع سترته وأعطاه إياها، أكمل سيره وهو مطمئن، فوجد عصفورًا صغيرًا يرتجف من البرد، فنزع قبعته وألبسها له، وذا سر كبير ..
بدأ يبتسم قليلًا ، بعدها رأى دمية ملقاة على الأرض عفرها التراب، ذهب بها إلى بعض الفقراء، أعطاها لهم، وقص قطعة صغيرة من قميصه، أخذوها مبتسمين.
في اليوم التالي ذهب إلى العمل كعادته، تائهًا بأفكاره، اتصل به مديره قائلا:
-أين أنت يا مخطط ؟ لقد تأخرت، سيبدأ عملك الآن.
- أعتذر جدًا، لقد كان الطريق مزدحمًا.
أغلق مخطط الهاتف، وذهب مسرعًا، جاء رجل غريب الأطوار يلبس السواد، لم يتعرف إليه، لقد حصل ما توقعه، قام بسرقة حقيبته المليئة بأوراقه المهمة، أصبح مخطط يركض محاولًا الإمساك به لكنه فشل، عندئذٍ أكمل طريقه وهو يقول :
-آه.. كم اليوم سيء.
وصل وهو متعب، فوجد حقيبته أمام باب مكتبه مع ورقة كتب عليها ( لن ننسى ما فعلت، أعطيت الولد الطيب سترتك لكي تحمي سعادته، وعصفورًا صغيرا قبعتك ستساعده في التغلب على مصاعبه، أما الفقراء فأعطيتهم قطعة صغيرة من قميصك لكي تجلب لهم الحظ، كل هذه الأشياء ستقف معك، لأن خطوط مخطط لا خطأ فيها.
مها حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .