قصيدة بعنوان: ( ايحاءات ليل )
يستنزفُ الصبرَ شيءٌ يشبه المللا
يمرُّ يخطفُ منِّي الحِلْمَ والأملا
يرتادني في دجى ليلٍ يؤرقُني
يفجِّرُ الصمتَ دمعاً يملأُ المقلا
ويمنعُ النومَ عن عينيَّ يسرِقُه
فلا أرى للكرى إن حلَّ بي سُبُلا
يطولُ ليلي وأوهامي تسامرُه
والبدرُ يظهرُ بعضَ الوقتِ مكتمِلا
لكنَّ موجاً من الظلماءِ يحجبُه
فيختفي خلفَ عمرٍ بائسٍ خجِلا
جسمي تمزِّقه الآلامُ من تعبٍ
والهمُّ يجلبُ فيما يجلبُ العِللا
على الفؤاد تمادى في تغوُّلِه
حتى غدا والأسى من كثرةٍ جبلا
أنا وسيلٌ من الأفكار يجرفني
إلى المتاهاتِ لمَّا وابلٌ هطلا
لا يستقرُّ فلا أرضٌ ولا وطنٌ
يظلُّ في التيهِ كلَّ الوقتِ منتقِلا
ما بينَ وهمِ وأحلامٍ معطَّلةٍ
نورٌ بدا ثمَّ في غيبوبةٍ أفلا
والوقتُ يمضي وآمالي مقطَّعة
ما بين ماضٍ مضى أو حاضرٍ رحلا
مستقبلي لا أراه قادماً أبداً
كأنَّه في دُجى أيَّامه قُتِلا
عمري تجاوز صيفي والربيعَ إلى
فصل الخريف وفي أحضانه نزلا
والموتُ يطلبني في كلِّ آونةٍ
وقد غدا بعد هذا اليأس مُحتَملا
وطيفُه لم يغبْ عنِّي لثانية
وكنتُ بالموت طولَ الوقت منشغِلا
لكنه لم يزل يخشى مجابهتي
ولم يزل حين يدنو خائفاً وجِلا
ولم أزل في جحيم العمر منتظراً
عيشاً يبرِّد قلباً ظلَّ مشتعلا
هذا هو الموت يدنو لا تخفْ أبداً
وسلِّم الروحَ إنْ في غفلةٍ وصلا
١٢ _ ٨ _ ٢٠٢٤
المهندس : سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .