العهد المصون بقلم الراقي د.زيدان الناصري

  العهــد المَصــون}

ولسْـتُ بقـارئٍ كفـاً ولكنْ 

             إذا ما سُـيِّرتْ نحنُ العيونُ 

ولَسْتُ بواهبِ اﻷعـداءِ عفواً

          وشيمتُنا التسامح ﻻ الظنـونُ

.ولستُ بناظرٍ حلمـاً يتيمـاً

             ولكـنَّ المَـنيـةَ إذ تَـحــينُ

ولستُ بعابرٍ بحـراً ولكـنْ

           بحور العمـرِ يتلـوهـا جنـونُ

إذا ما جـنَّ يـَوماً ذاكَ ليليْ

            فأمواجُ الظـﻻمِ لهـا فنــونُ

.وأعبـاءُ الحياةِ إذا تَجَلَّتْ

            جعلنـاهـا تَهـونُ .وتَسْـتَبينُ

نَـراهـا كُلَّ يَـومٍ عاتيـاتٍ

          وأعتى العاتيـات تقولُ كونوا --

رجاﻻً حيثما كُنتمْ رجاﻻ

             فإنَّ العاتيـاتِ لكُـمْ تَهــونُ

وإيّاكمْ تقولوا ' إنَّ فينا

               مُقصـِرَةً - وإيّـاكمْ تلينـوا

فَنَحنُ السَيفُ ﻻ يَعرِفهُ غمدٌ

             وﻻ يُغـْـرينـا مـالٌ أو بَنــونُ

ولكـنْ عـِزةً بـالحـَقِّ نَـرضى

       ونَحفَظُ عِرضَـنا وهـوَ المَصـونُ

كذلك عزةً لِلْمَجـدِ نَسـْعى

          ونَرفَـعُ رأسَـنـا '-عَهْــدٌ مَتيـنُ

وَمَنْ ﻻيَرْتَضيْ لِلعِزِّ عَهْـداً

    سَيُدرَسُ رغْمَ ماوضِعَتْ حصـونُ

وَمَن ﻻ يَرتجي لِلمَجدِ وعداً

       تُداسُ مَعاقِـلٌ -وُضِعَتْ تَصـونُ

ونَجعَلهـا شَتاتاً في شَتاتٍ

. ونَسـْقـيهـا دِمــاءاً ﻻ تَبيـنُ 

..ونَبْعثهـا حياةً مِن رُكـامٍ

           ونُـلْبِسـهـا المَهـابَـةَ ﻻ تَـهــونُ

زيدان الناصري