حالة قرف .. بقلم الشاعر: د.محمود الذكى

 هذه قصيدتي 

حالةُ قرفٍ

إذا ما ضاع مني عذبُ الكلامِ وانخطفْ 

إذا ما أصبحت لا أعي الحاضرَ أو ما قدْ سلَف 

إذا ما فقدتُ شهيةَ الطعامِ رغم جودتهِ 

وأصبح كلُ شيئٍ في الحياةِ بلا معنى أو هدف 

نعم إنها بالتأكيد حالةُ قرف

عندما يتوارى النور خلف الحُجب دون أن تراه 

عندما تكونُ حياً لكن دونَ أن تشعرَ بالحياة

عندما تُغرد وحيداً خارج السرب لأُذنٍ لا تسمع 

وتعصفَ بك الريحُ مكسور الجناحِ لا تجد طوقَ نجاة 

تصرخُ بقوةٍ لكن لا تسمع إلا مقولة مع الأسف 

فأنت بالتأكيد تعاني حالة قرف 

عندما يبررون للجوعان أن يستمر دون شَبَع 

عندما يتحججونَ للفزعان أن يظل في هذا الفزَع 

عندما ترتقي السُلم وتجد من يُسقطكَ سريعاً 

ويصبح سلاحك للمجدِ ضميراً معدوماً ورصيداً من الطمع 

تُناجي الفكرَ فتجد خلاياه في حالة من التَلف 

فالأكيد إنك تعاني حالة من القرف

عندما تظل سنيناً تبني عشاً قشة قشة 

تُقاسي ويلات الحنينِ ويأتي من يهدمهُ في لحظة

عندما لا يبالي المسكينُ بالمسكينِ في محنتهِ 

ويقول إن العُش من المفترض أن يسقطَ في لمحة 

تخاطب فيه الإنسانَ فلا تجد إلا بغبغان قد هتَف 

أليس كل هذا يكفي أن تعيش حالة القرف 

عندما تسعى بهمةٍ دونَ أن تحصد مسعاك 

عندما تشاهد القمة وهي تتوارى عن رؤياك 

عندما يُجمع العقلاء إن الغباءَ نعمةٌ 

والغبي أحق بالإتباع إذا ما أطعمك وأسقاك 

حينئذ ماذا تنتظر يا صديقي والموتُ قد أزف 

غير أنك تشعر بحالة من القرف

د.محمود الذكي