بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 27 يناير 2021

قرعت في الدرب أجراس اكتئاب( ابو محمد الحضرمي )

 قرعت في الدرب أجراس اكتئاب

----------------------------------
اكفهرّ الجو فالقيظ شديد
أحرق الأرض , شوى الزرع
استبدّ
كل لفظ الحسن ذاب
صارت الأرض عجوزا
وشعاع الزهر غاب
هاجر الشعر بأسرب مجنّحة المعاني
نحو وادي الاغتراب
شاخت الأشجار ,والاوراق عن اغصانها ولّت وغابت
حمل الريح سموما وتراب
============
ساعة العصر تبدّت ساحة البلدة ملأى بالبشر
بضع امياز , كراسي , نصبت فيها . بدا اللغط يزيد
غادر الصمت سماها واندثر
همهمات وتوجّس
وحديث خافت مثل السراب
_ (انّها محكمة قيل للص جاء من خلف الضباب
يسرق الأمن بأفكار غريبة )
_ (انّه شيخ مهيب)
_ (لا وربي انّه لم يبلغ العشرين من زهر الحياة)
_ (عذّبوه قد سمعت صوته يصرخ يحتلّ سكون الليل بالأمس
ومن الشرفة أبصرت اضاءة
وخطاً تجتاح صحن السجن , أحذية غليظة
وغيوم من حذر )
_ (هل سيأتي الملك اليوم هنا ؟ )
_ (كثرة الجند غريبة )
_ (يا أبا محمود ما بالك جئت؟
, فلمن ودّعت حانوتك والربح الوفير ؟ )
_ (انّه امر الملك
اقفلت كل حوانيت المدينة
عطّلت كل المصالح
الزموا من كان بالسوق بأن يأتي
وسيحصي المخبر السري _ في صمت _ الغياب )
_ (اين صالح ؟ )
_ (لم اره منذ شهور قد خلت
علّه يعمل في بعض القرى )
_ (ربما كان مريضا , ما عهدناه يغيب )
_ (سلخ الحرّ جلود الخلق اضحى كالعذاب )
========================
غصّت الساحة بالنّاس تداعى الانتظار
بعد عشرين دقيقة
حضر القاضي ومن ثم الوزير
وأتى شيخ المدينة
وتلاه قائد الجند مع بعض العسس
في هدوء ووقار
جلسوا خلف منصّات القرار
ثم جاء الجند في عنف يجرون الغريب
قيّدوه بالسلال
صفعوه , شتموه, ركلوه , بصقوا في وجهه
كلّما خارت قواه
سحبوه في تعال واحتقار
وجهه الشاحب يحكي قصّة التعذيب في حزن عجيب
بلغ الخمسين من عمره شيخ
حسن الوجه مهيب
ثاقب النظرة في عينيه آمال كبار
لم تهن لم تعرف الذلّ ومعنى الانكسار
واشرأبت نحوه الأعناق ترنو
تفحص القادم تستجلي المشاعر
شمت البعض , وبعض هزّه الحزن وآخر
أشكل الأمر عليه ,انما الكل انبهر
وتأثّر
آثروا ان يفهموا عمق الجريمة
واحتوى الكون ارتياب
=================
أسكت الجند الحضور
قال قاضي الشرع : ياهذا تخطيت الحدود
وتناسيت المحامد
رمت قتل الملك المغوار اغراق البلاد
في حروب ومآسي
قلت عن منهجنا في الشرع ؛جامد
ونشرت في القرى التعتيم ارهابا ووهما وسراب)
حدّق الشيخ , تهّد
وأجاب
_ (عجبا يا من تظنون الشريعة
منهجا للزيف , ترتيل , مظاهر
وأناشيد سقيمة
تجعل الفكر بليدا, والمفاهيم عقيمة
تقتل الاحساس فينا والظمير
هل كفرت حينما قلت بأنّا في دروب الجهل كالحمقى نسافر
ونبثّ الاغتراب ؟
هل كفرت حينما قلت بأنّ سادة الكفر طغوا
فتنونا , مزّقونا , نهبوا ثرواتنا
دون خوف وعتاب
هل حملت غير فكري ؟
لم اشق يوما عصا الطاعة بالعصيان لم احمل سلاحا
أيّ جرم قد جنيت ؟
هل يسمّى النور ارهابا وجرما ؟
هل يسمّى الصحو جرما ؟
حُرّف المفهوم كي يفتح للطغيان باب )
======================
ساد لغط وهرج
وتباشير لثورة
صرخ العلاّمة شيخ المدينة
_ (اصمتوا)
نظر القاضي الى وجه الوزير
والى شيخ المدينة
نظرات ذات معنى ومضى يسرد حكمه
_ ( ماتفوّهت به الآن ادانة
اعتراف
انت الّبت علينا كل اسياد الأمم
انت من سطّرنا _ بعد نقاء_ في سجلّ اسود
بحروف من ظلام
انت من اشعل بالفكر مآسي
فتّحت عين العدو
الهبت أحقاده
اوجدت للكره آلاف الذرائع
ومعاني الانتقام
ولسان المرء قد يحمله نحو الهلاك
ولهذا قد قضينا أيها العاصي الخطير
أمرنا باسم الملك
فيك بالنفي الى اقفر ارض او جزيرة
وبإعدام الذي الّفته
من كتابات وأفكار مريبة
اننا نهدف بالحكم الذي نصدره اليوم السلام
ان نعيد الصفو _للارض _ الذي بددته
علّنا نبني الحطام
نقتل الوهم ونجتثّ الضباب )
=================
ساد لغط وهرج
وتباشير لثورة
قرعت في الدرب اجراس اكتئاب
بقلمي:احمد عاشور قهمان
( ابو محمد الحضرمي )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .

انا للأرض بقلم الراقي مروان كوجر

 " أنا للأرض " كلما هممت ببوح حزني أخجلني قول ربي                                      وبشر الصابرين خجول النفس من صبر جفاها     ...