تبا لدار زائل نعيمها
اخاف ان جارت علي الدنيا و عضني نابها
و صرت حديث بين افواه الورى اتقلب
ويحترق مجد الاسم و يهدم كل ما بنيته
و الانفاس تضيق بي و الروح مني تسلب
ياتيني ذاك الصاحب بعذب لسانه يصحبني
وهو كذئب مكار يراوغ النفس و بي يلعب
فكم من مرة ظلمت اقراني وما انصفتم
ودعوة المظلوم عند الله رد سهمها اصعب
تغافلت عن ديني و غرني نعيم الدنيا الزائل
وكل ما جمعته من ذنوب للقبر معي سيذهب
اذنبت ذنوبا وصلت لعنان الجبال بأسها
والله ليس عني بغافل و الملك بجنبي يكتب
اذا جاء وقت الرحيل !!!! و رفعت صحيفتي
و الروح بصدري تحتظر للخروج تتأهب
و العين قد جف الدمع من سنايا جفونها
و اللسان اثقل بالشهادة و العرق بارد يتصبب
رفع الحجاب عن العين و رأت ما رأت
و صار البصر حديد لا شيء صار عنه يحجب
فتذكرت شقاوتي و ما فعلته بمشيبي و الصبا
ياويحي من كتاب لا ينسى!!!! اني منه اعجب
كم من مرة عصيت ربي عنه متخفيا !!!!!
وكيف ا تخفى عن من هو من وريدي اقرب
ما حسبت ان الموت سيزورني مجبرا!!
واخذتني عزتي و غروري كم لهوت ولم اتعب!
تذكرت كم من ليلة نمت و كنت للصلاة تاركا
اتقلب بفراشي و سبحان من هو لرزقي يقلب
اذا حان وقت الفجر رقدت للصبح و بغبطة
وعن اتيان الفرائض كنت اتملص منها واهرب
تذكرت كم من مرة نادتني امي المريضة !!
ادرت ظهري عنها اشكو العياء و به اتسبب
تذكرت حين رأيت ذاك اليتيم مقهورا باكيا
سخرت منه ضاحكا و من مالي له لم اهب
جمعت مالا كثيرا و قلت غدا سينفعني
ايا نفس كل ذاك المال بعد رحيلك سينهب
تبا لدنيا نعيمها زائل!!كعجوز فر منها الصبا
كسرت قلوبا و كسر القلوب جراح لا تشعب
ايا دار الغرور قد نسجت اكفاني بمضض
وقد غابت الروح عن جسد رقد بالاترب
بقلم د. حفيظة مهني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اهلا وسهلا ومرحبا بك في مدونة واحة الأدب والأشعار الراقية للنشر والتوثيق ... كن صادقا في حروفك ويدا معاونة لنا ... فنحن حريصين علي الجودة ونسعي جاهدين لحفظ ملكية النص .